-
اجتماعى
-
من الآن
-
عطية أمينعطية أمين
Mustafa Abd Rabu
مسلسل نصيبي وقسمتك من أجمل المسلسلات اللي اتعرضت الفترة الأخيرة، الفكرة حلوة، وماتقدمتش من زمان في الدراما المصرية، المسلسل عبارة عن ثلاثيات منفصلة، لكل واحدة عنوان وموضوع. اختيار وقت العرض من CBC موفق، وخاصة أن الوقت اللي قبل رمضان فاضي، ويمكن لو اتعرض في وسط زحمة مسلسلات رمضان ماكنش حد هيركز معاه أوي.
الحلقات بتتناول موضوعات إنسانية، وفيها رؤية مش بسيطة أبدًا. لكن الجميل في الموضوع أن كل ده متقدم بهدوء، من غير كلكعة ولا كلام كبير، في صورة حلوة وشيك، وحوار تلقائي وطبيعي تمامًا.
كل المشكلات اللي هنشوفها في الثلاثيات منتشرة، ومن قلب المجتمع المصري. مثلًا في حلقة مهرجان التسول هنشوف الرغبة في الثراء السريع عن طريق شركات التسويق الشبكي. وهنشوف تداعيات الأزمة الخطيرة اللي انتشرت بسرعة رهيبة.
في الحلقة دي المخرج علي إدريس قدم إسقاط غاية في الخطورة، هاني سلامة كان لابس قميص أسود مكتوب على ضهره Camp David والحقيقة مش عارفين إن كان الإسقاط ده مقصود ولا لأ.
من الواضح أن هاني سلامة نضج بشكل كبير، تمثيله هادئ وراقي، من غير أي استعراض لوسامته. قدم كل الشخصيات المتنوعة بإتقان، من غير أي مبالغات، وأكبر دليل على نضجه اختياره للمسلسل، وباقي الشخصيات واقعية جدًا، ومنحوتة ببراعة، كلها شخصيات من لحم ودم.
عناوين الثلاثيات جميلة وملعوبة حلو، وخاصة الربط بينها وبين مضمون الحلقة، الخيانة الزوجية والموت –أو تحديدًا أن الواحد يحاسب نفسه قبل ما يموت– كانت من أكتر الموضوعات اللي مسيطرة على الحلقات، وفي ثلاثية حب في العناية ريهام حجاج لعبت دور ممتاز، ريهام من أفضل البطلات في المسلسل.
المطّ والتطويل أسوأ عيب في المسلسل، وكان ممكن تلافيه بكل سهولة، لكن حرص صناع المسلسل أنه يكون ثلاثيات أثر على طول الحلقة.
الموسيقى التصويرية لتامر كروان من أجمل العناصر، موسيقى راقية، والحرص على تخصيص مساحات أكبر للكلارينيت والأُبوا زود الإحساس بنعومة المشاهد، وخاصة أن الكادرات نفسها ناعمة وديكورها متناسق وشيك، أغنية التتر اللي غناها محمد الصاوي وكتب كلماتها أحمد البريء من أهم عوامل نجاح المسلسل.
صحيح مش ضروري الفن يقدم رسالة، لكن المؤلف خرج من دايرة النصايح والوعظ المباشر لدايرة أوسع وأكتر إنسانية، وقدم مسلسل حلو وشبه متكامل، بداية من فكرة الثلاثيات، لحد اختيار الممثلين في الأدوار.