“عمر أفندي”.. دراما خفيفة أنقذتها السوشيل ميديا!
أحمد حاتم دراما مرية شاهد مراجعة مسلسل عمر افندي مسلسل عمر افندي مشاهدة عمر افندي نقد مسلسل عمر أفنديمن سنين، وفي الفترة اللي أعقبت ظهور القنوات الفضائية وانتشار أطباق (الدش) ووصلات الفرجة على القنوات المشفرة في مصر والدول العربية، الإنتاج السينمائي في مصر تأثر بشكل كبير بالإنفراجة دي، وتحولت القنوات الفضائية اللي بتشتري كل الإنتاج السينمائي -بمجرد انتهاء الإقبال عليه في السينمات بأسعار معقولة- لطوق نجاة للمنتجين اللي أصبحوا قادرين على تعويض جزء كبير من مصاريف الإنتاج من خلال الفلوس اللي بتيجي لهم من الفضائيات. وده خلى أعمال كتير في الفترة دي أقل من طموحات المشاهدين، بما أن بعض المنتجين ضمنوا تحقيقهم للربح. نفس الموضوع بيحصل حاليًا لكن مع استبدال البث الفضائي، بالسوشيال ميديا. ومسلسل عمر أفندي دليل واضح على الحكاية دي. تعالوا نعرف إزاي.
مسلسل عمر افندي مسلسل مصري بيعرض على منصة شاهد وقنوات ON دراما الفضائية. المسلسل بيحكي عن “علي” اللي بيكتشف سرداب سري في منزل والده، بينتقل من خلاله من سنة 2024 إلى 1943. علشان يعيش حياة مزدوجة بشخصية جديدة هي “عمر” اللي بيلاقي فرصة يغير كل حاجة كان مجبر عليها في حياته الحالية من خلال استغلاله لفرصة الرجوع بالزمن.
قصة المسلسل كان ممكن يطلع منها تنويعات أكتر من رائعة، مش بس في الكوميديا، لكن في مناقشة نقطة مهمة هي اكتشاف الإنسان لنفسه، وإيه اللي ممكن يحصل لو شخص قرر يتخلى عن أحلامه على حساب الارتباط بإنسانة من طبقة أعلى، والإلتحاق بوظيفة هتحقق له أمان مالي لكن هتقتل شغفه وهوايته. لكن مصطفى حمدي المؤلف ماقدرش يستغل كل الخيوط اللي فتحها علشان يقدم لنا تنويعات ممتعة، واكتفى باللعب على الأوتار المضمونة والكوميديا السهلة واللي جزء كبير منها كان له طابع جنسي بيخلينا مش حابين نرشح المسلسل للمشاهدين المحافظين، وكلامنا هنا عن الخيط الدرامي المتعلق بشخصية “لمعي” (محمد عبد العظيم) وكل ما يتصل بها من شخصيات وأحداث.
إخراج المسلسل اللي كان مهمة عبدالرحمن أبو غزالة حاول يسد ثغرات التمثيل من خلال كادرات جميلة جدًا. الكادرات كانت بتحكي أحيانا القصة من خلال تكوين المشهد، زي ماشوفنا المشهد اللي جمع “علي” مع صاحبه “صبري” (أحمد سلطان) في الأوضة على السطح، وشوفنا إزاي وضع “عبد الرحمن” الصديقين على أطراف المشهد وبينهم ديكور للمكتبة فاصلهم عن بعض، علشان يورينا إزاي الدنيا أخدت كل واحد فيهم في اتجاه. وغيرها من الكادرات المميزة زي مشهد الرقصة تحت المطر في الحلقات الأخيرة. والتوظيف الرائع للديكورات علشان ننتقل لعالم ١٩٤٣ بسلاسة. لكن من إمتى الإخراج وحده والكادرات وحدها تقدر تخلي العمل ينجح؟
هنا بييجي طوق النجاة اللي ألقته السوشيال ميديا للمسلسل، من خلال تفاعل الناس مع بعض تفاصيل المسلسل ومع أغنيته اللي انتشرت على تيك توك وبدأ الناس تعمل عليها فيديوهات، وبحسابات السوق الحالية المسلسل نجح أنه يخلق حالة من الضجة ويجيب متابعين له من السوشيال ميديا، والناس أصبحت تردد إيفيهات زي (حاجة 13 خالص) وغيرها طول الوقت، وده أكيد شكل من أشكال النجاح، لكن هل بالحسابات الفنية التقليدية المسلسل قدم جديد؟
تعالوا نتكلم عن حاجه زي الأداء التمثيلي مثلًا؛ أحمد حاتم في دور “علي” و”عمر”، كان عنده فرصة يعيد تقديم نفسه كممثل قادر على تقديم أدوار مركبة، فيها تعقيدات نفسية وصراع داخلي للشخصية. كل ده مانجحش فيه “حاتم” بقدر ما نجح في أنه يقدم لنا أداء مختلف لأغنية (لولاش) اللي قدمها حسام حسني في التسعينيات.
“حاتم” كان محتاج سيناريو قوي فيه تطور أفضل من كده لشخصية “علي”، فنقدر نقول إن الضعف هنا مقسوم 50٪ مشكلة الممثل و 50٪ مشكلة السيناريو.
رانيا يوسف في دور “دلال”، كانت مش متمكنة من الشخصية اللي بتقدمها، في بعض المشاهد حسينا إنها بتسمع الحوار بدون أي مشاعر، ودي حاجه غريبة على ممثلة محترفة وقدمت أدوار عظيمة قبل كده زي “رانيا”.
ميران عبد الوارث في دور “ماجي”، محتاجة تتدرب أكتر من كده على التحكم في انفعالات الشخصية وأدائها أمام الكاميرا، وده كان واضح في المشاهد اللي فيها انفعالات جارفة زي الحزن أو الخوف، “ميران” لسه قدامها وقت ومجهود كبير علشان نقول إننا أمام ممثلة كويسة.
مش معنى كده أن كل الأداء التمثيلي كان وحش، عندنا أداء ممتاز من محمد رضوان في دور “شلهوب”، ومصطفى أبو سريع في دور “دياسطي”، ومحمود حافظ في دور “أباظة”، الثلاثة كان عليهم عبء الكوميديا في المسلسل وقاموا بأدوارهم كويس جدًا، في ظل تنميط السيناريو للأدوار دي. بمعنى أننا بنشوف الشرير وهو شرير من الألف للياء، واليهودي وهو بخيل وانتهازي من الألف للياء. ودي أشكال نمطية للشخصيات الكتابة ماعرفتش تقدمها بشكل مختلف أو بأبعاد إنسانية تانية، وده كمان ينطبق على الأداء التمثيلي.
مسلسل عمر افندي ممكن نعتبره مسلسل خفيف فيه بعض الإيفيهات الكوميدية، محتاج كوبايتين مياه علشان نبلع كل مشاكل السيناريو والتمثيل، ولولا حماس السوشيال ميديال للمسلسل يمكن ماكانش هيحقق النجاح اللي حققه حاليًا.