عايشه الدور: جسر كوميدي بين جيلين محتاجين يفهموا بعض!
جيل Z وجيل Y دنيا سمير غانم دنيا سمير غانم 2025 عايشه الدور رمضان كوميديا رمضان 2025 مراجعة مسلسل عايشه الدور مسلسل عايشه الدور مسلسلات مصرية 2025
Cairo 360
محمد البدري
لو كنت من مواليد الفترة من 1981 لحد 1996 أو حوالين التاريخين دول، فإنت غالبًا بدأت تحس بالغربة من الجيل الجديد بتوع (اليومين دول)، اللي باصين طول الوقت في تليفوناتهم وبيتكلموا بطريقة غريبة، وبيسمعوا أغاني أغرب، وذوقهم في الهدوم والأكل ونظرتهم للحياة والحب والدراسة والشغل مختلفة خالص عنك.
إنت كده من مواليد جيل اسمه الجيل Y أو Generation Y.
أما لو كنت من مواليد 97 لحد 2012، فإنت كده من مواليد الجيل Z أو Generation Z، اللي مش عارف تتعامل مع الجيل الأقدم منك، اللي بيتكلم بفخر عن حياة ما قبل الإنستجرام والـ Reels، وبيحنّوا لأيام كانوا بيسمعوا فيها محمد فؤاد وهاني شاكر على أجهزة غريبة اسمها شرايط كاسيت، وكانت تسليتهم الأساسية البحث عن فلوس بتتوزع في أكياس الشيبسي والكاراتيه.
مسلسل “عايشه الدور” بيحاول يمد جسر من الفهم بين الجيلين دول، ومرسال السلام بين الأجيال دي هي دنيا سمير غانم، اللي بتقوم بدور (عايشه)، الست اللي تقريبًا في أواخر التلاتينات، مطلقة وأم لأطفال، وحاسة إن الوقت الجميل في حياتها خلص خلاص.
(عايشه) بتلاقي فرصة عمرها لما بنت أختها بتتأخر عن دخول الجامعة بسبب ظروف سفرها، فبتنتحل شخصيتها وتبدأ تظهر بشخصية (فاتيما)، وبتغير شكلها علشان تبان أصغر في السن، وتدخل عالم الجامعة بكل ما فيه من مصطلحات وشخصيات أبعد ما يكون عن عالمها الحقيقي.
الكوميديا في (عايشه الدور) منبعها الأساسي هو الاختلاف بين الأجيال، ومحاولات (عايشه) التوفيق بين العالمين اللي أصبحت منتمية ليهم، بمساعدة صاحبتها الأنتيم فدوى عابد (داليا).
لكن الحقيقة إن المسلسل مش بيقف عند الدور الكوميدي بس، ده كمان بيورينا حاجات سلبية كتير بقت منتشرة في مجتمعنا، زي إهمال الأهل لتربية أولادهم، أو أزمات الثقة بين الأبناء والأهالي.
الجميل في (عايشه الدور) إنه مش واخد السكة التقليدية في لوم أبناء Generation Z على كل حاجة في حياتهم، بالعكس، هو بيورينا إن الجيل ده عانى كتير من مشاكل في التربية، مع التواجد في مجتمع ماشي بوتيرة أسرع بكتير من الوتيرة اللي ماشي بيها الجيل الأقدم، وسط سلسلة مش بتنتهي من التحديات في عالم الدراسة والشغل، وإزاي كل ده ممكن يأثر على نفسية الجيل ده وقدرته على التواصل.
المسلسل كمان بيورينا إنه غلط إن الواحد يدفن نفسه وهو عايش لمجرد إنه خرج من تجربة زواج مش ناجحة، وإن دايمًا عندنا وقت نصلّح أي ظروف وحشة مرّينا بيها، كل ده وسط سلسلة من الأحداث الكوميدية اللي كتبها التلاتي: كريم يوسف، وندى عزت، وأحمد الجندي، واللي أخرج المسلسل كمان.
لكن وسط كل ده، المسلسل ماكانش خالي من بعض المشاكل، زي المشاهد الطويلة لوالد عايشه (ماجد القلعي) اللي ماكانش مضحك خالص، وشوفناله برنامج قديم كان بيقلد فيه الفنانين ومقدمي البرامج، كان اسمه (اليوم يومك)، وكان أحسن من الطريقة اللي ظهر بيها في المسلسل.
بعيدًا عن فكرة الواسطة، وإنها تقريبا على علاقة قرابة بكل فنانين ومذيعين مصر، مش عاجبنا الهجوم الشرس على أميرة أديب، وشايفين إنها نجحت في إنها تلعب دور البنت الـ Fake المستفزة، لدرجة إن الجمهور خلط بينها وبين الشخصية اللي بتلعبها وحس باستفزاز منها شخصيًا.
أميرة تستحق تاخد فرصة تانية معانا وتستفيد من الـ Beginner’s luck لحد ما نشوف هتقدر تثبت نفسها بعيدًا عن العيلة الفنية اللي جاية منها، ولا هتتحول لنسخة مكررة من كذا فنان حاولوا يعتمدوا على الواسطة بس في وصولهم للناس وفشلوا؟
مافيش اختلاف على موهبة فدوى عابد.. وإحنا شوفناها وحبيناها وشجعناها في كذا عمل قبل كده منهم (سابع جار)، لكن ماحسيناش بيها في (عايشه الدور)، وكانت هتبقى أحلى قوي لو كانت إيمي سمير غانم مكانها في الدور ده، وكنا هنشوف دويتو جامد زي اللي حصل في مسلسل (نيللي وشريهان) قبل كده.
مش فاهمين لحد دلوقتي ليه أنا مينشيكوفا لعبت دور في المسلسل؟! يعني هل مجرد اختلاف اللهجة وطريقة الكلام كانت حاجة كوميدية قوي علشان نشوفها على مدار الـ15 حلقة تقريبا؟
أي ممثلة مصرية كانت هتعمل الدور كويس عادي.
لكن بشكل عام وجودها ما ضايقناش، بس ماحسيناش إن ليها إضافة كبيرة لا على الأحداث ولا على الكوميديا.
عاجبنا الاهتمام بالتفاصيل في أصغر الحاجات في المسلسل، زي شخصية (عايشه) اللي بتستعمل تليفون قديم من إصدارات Apple.
وزي التركيز على الجماليات في كل مشهد، زي مشاهد الطبيعة في أسوان، ومشاهد تانية كتير.
عجبنا جدًا الاستعراضات اللي تم توظيفها في المسلسل بشكل كويس ومتعوب عليه.
وعاجبنا أكتر فكرة وجود مسلسل لطيف، مش محتاج تركيز مع كل Frame، ومحترم، ومافيهوش عنف أو مخدرات أو إسفاف، وفي نفس الوقت كوميدي وبيقدّم فكرة مختلفة، وبيشتغل كجسر تواصل بين جيلين محتاجين يقعدوا مع بعض ويفهموا ظروف بعض بشكل أحسن.