الهرشة السابعة: كيف تنجح العلاقات الإنسانية؟!
أمينة خليل حلقات الهرشة السابعة دراما رمضان 2023 مسلسل الهرشة السابعة نقد مسلسل الهرشة السابعة
من بداية الحياة على كوكب الأرض، والعلاقة بين الراجل والست من أعقد التفاصيل اللي واجهت البشر. العلاقات اللي دفعت الكتاب للكتابة عنها، وتعتبر منهج أساسي لكل الناس اللي عاوزة تشتغل في العلاج النفسي، والإرشاد الأسري، وصولًا الى محكمة الأسرة اللي بتحاول تنظم العلاقة بين الناس حتى لو كانت بقوة القانون.
مسلسل الهرشة السابعة بيحاول يناقش العلاقات بين البشر بشكل عام، والأزواج بشكل خاص، في 15 حلقة مدة الحلقة حوالي ساعة، من خلال قصة مجموعة أصدقاء، مكونين من ثنائيات، وإزاي الزمن وتطورات الحياه بتعمل تغيرات في العلاقة بين كل ثنائي.
من أكتر الحاجات اللي عجبتنا في المسلسل أنه مش متقيد بالعرض على 30 حلقة، بالتالي بيكون السيناريو هو المتحكم الأساسي في طول الحلقات، ومش بنشوف مط ولا تطويل، ودي سمة في معظم مسلسلات رمضان 2023 وهي ظاهرة بتزيد كل سنة عن اللي قبلها، ونتوقع في السنوات القادمة أن كل المسلسلات تكون من 15 حلقة فقط وأننا نشوف موسم رمضاني من شوطين بدل شوط واحد طويل وممل.
جوكر الأداء التمثيلي في المسلسل بلا منازع هو محمد شاهين، اللي قدم واحد من أحلى وأهم أدواره. والحقيقة أن شاهين بقى له فترة بيختار أدواره بعناية، وبيعمل (بروفايل) لكل شخصية بيجسدها مختلف عن كل شخصية تانية بيقوم بيها في أعمال تانية. ودي أداة مهمة في الممثل أنه يكون قادر يجسد شخصيات مختلفة بعيدة عن شخصيته الأصلية. ميزة كنا عاوزين نشوفها في زميله علي قاسم اللي عمل دور شريف، واللي حسينا أن شخصيته في المسلسل قريبة من دوره في (خلي بالك من زيزي) اللي بيتشابه مع الهرشة السابعة في بطلة العمل أمينة خليل والمخرج كريم الشناوي والمؤلفة مريم نعوم. يعني ممكن نقول إن الهرشة السابعة خارج من رحم صناع خلي بالك من زيزي. واللي كنا عاوزين نشوف فيه أمينه خليل بشكل أفضل من الأداء اللي قدمته، واللي كان فيه كتير من العصبية الهستيرية الغير موظفة إخراجيًا في مكانها الصحيح.
أسماء جلال لسه بتكتشف مساحات جديدة في قدراتها على الأداء. وبنكتشف معاها قدرات أكبر من شخصية البنت الجميلة اللي ملامحها مريحة اللي كانت بتلعبها قبل كده ودي حاجة تحسب لها. أما شخصيات الصف التاني للأحداث زي محمد محمود وعايدة رياض وأحمد كمال وحنان سليمان فعملوا أدوارهم بشكل جيد جدًا. على الرغم من أن السيناريو ماكانش منصف لهم بالتركيز على أحداث حياتهم بنفس التركيز على أبطال المسلسل نفسه. لكن بشكل عام السيناريو قدر يوازن بين مساحات الأداء لأبطال المسلسل. ويكسر حاجز الملل اللي ممكن يصيب المشاهد، ويسيبنا في نهاية كل حلقة مع مفاجأة جديدة تخلينا منتظرين الحلقة القادمة بلهفة.
مع اقتراب المسلسل من النهاية حسينا أن الحلقات تحولت لحلقات وعظية شويه، وحسينا أن حد عامل Copy وPaste من ويكيبيديا علشان يشرح لنا نظرية الهرشة السابعة وإزاي أنها نظرية بتتكلم عن فشل كتير من العلاقات في تخطي السنة السابعة لها. بس ده كان له مبرر درامي أنه بيفهمنا سبب الاسم الغريب للمسلسل. لكن في مقابل الوصول لنهاية مرضية للمشاهدين ولصناع العمل، تم لوي عنق الواقع والحقيقة من خلال سردية متساهلة مع الواقع، زي أننا نشوف نجاح مدوي وسريع لنادين (أمينة خليل) على الرغم من أن شغلها محتاج وقت أطول علشان ينجح. وكتير من المغالطات المنطقية اللي كان لازم (نكبر دماغنا) عنها علشان نوصل بس لشكل النهاية اللي خرج بيها المسلسل ومش عاوزين نحرقه عليكم.
لازم تشوف الهرشة السابعة لو كنت من المهتمين بالقراءة والبحث في العلاقات الإنسانية وعلاقات المتجوزين ببعض ومالكش طاقه تقرأ أو تشوف محاضرات جوفاء عن الموضوع ده. المسلسل يعتبر جلسة علاج نفسي مطولة في إطار درامي متماسك. أما لو كنت من الناس اللي بيجيلها تروما من مشاهد الخناقات الزوجية والصوت العالي والمباريات الكلامية. يبقى اتفرج على الهرشة السابعة ببعض الحذر.
