The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

كتب: نجلا أشرف

الدنيا بتجري بينا من تخرج لشغل لجواز وأطفال ومسئولية، وفجأة الأحلام بتتبخر وممكن تلاقي نفسك في وظيفة مش بتحبها، مجرد وسيلة لتحصيل الفلوس اللي بتسد بيها مسئوليات ما بتتنتهيش، وسنة وراء سنة، روحك بتبهت والحزن بيزيد وتلاقي نفسك مش قادر تستحمل وضعك الحالي، وهنا بيكون وقت القرارات المصيرية اللي مافيش منها رجعة، يا تنط في البحر  وتدور على طوق نجاة يا تستحمل وتموت عطشان في الصحراء، وده اللي عملته د. سالي حافظ بهجت.

البحث عن الذات في أسبانيا

 لما وصلت د. سالي حافظ لسن الأربعين، أكتشفت أنها مش سعيدة وأن حياتها مافيهاش شغف أو حاجة بتسعى لها كل يوم، ما بين طلبات الولاد وممارسة مهنة الطب اللي بالمناسبة كانت تقريبًا بالوراثة من العائلة، الروح بهتت برغم أن القلب لسه بينبض، فقررت تسيب الدنيا كلها وتسافر أسبانيا علشان تكتشف نفسها من أول وجديد، وتعرف هي عاوزة تعمل إيه في حياتها، وكان أول القرارت الجريئة دي أنها تسيب ممارسة الطب وتحول البيت الريفي اللي جوزها كان ساعات بيستخدمه في شغله في الطاقة المتجددة لـ Oasis حلم بيرفرف بجناحات الطاقة المتجددة لكل محبي الجمال في القاهرة.

بداية الحلم

Oasis – أوازيز هو عبارة عن فيلا بجنينة واسعة مع حمام سباحة ودوم (بيت مبني بطريقة هندسية تخليه مناسب للصيف أو الشتاء)، بينشر ثقافة الطاقة المتجددة لأطفال المدارس وممكن يكون مكان لطيف لتقضية يوم وسط الخضرا والحيوانات والتخييم في مكان آمن. بعد أربع سنين من الكفاح والتعليم والمعاندة مع كل حد كان بيعتبر الحلم ده جنون أو على الأقل صعب تنفيذه في مصر، د. سالي قدرت تحققه ومش بس كده دي خدت أكثر من جايزة دولية بسببه.

تطور أوازيز من مجرد بيت ريفي لمشروع ناجح

الفكرة بدأت كنشاط اجتماعي بدأت تعمله د. سالي بين أولادها وصحابهم، أنهم يقضوا اليوم في المكان يشووا ويزرعوا ويستمتعوا بالطبيعة، بعد فترة بدأت الأهالي تكون مهتمة تشارك ولادها اليوم، وبعد كده بدأت د. سالي تخلي الموضوع منظم أكتر وفتحت تأجير المكان لتدريبات الشركات، ومن هنا حب التعلم وتطوير المكان بدأ يكبر عند د. سالي بأنها محتاجة تعرف أكتر إزاي ممكن تطور مشروعها وتكبره. وبدأت بالفعل تقدم في أكتر من منحة دولية للـ Entrepreneur  والمفاجأة كانت… صمت.. مافيش حتى رد برفض أو أعتذار. “أنتِ عديتي الأربعين، يبقى أنت مش موجودة بالنسبة لنا” جملة مانقدرش ننساها قالتها لنا د. سالي وهي عيونها بتضحك، لما افتكرت الرحلة الطويلة. بس مافيش حد قدر يوصل لحلمه بسهولة، ود. سالي ما استسلمتش فضلت تبعت وتدور لحد ما أخيرًا لقيت منحة مش شرط فيها السن، وقدرت توصل صوتها وصوت سيدات كتير بيعانوا من فكرة أنهم بعد سن الأربعين صعب يبدأوا حياتهم من جديد. وبدأت تظهر معالم للحلم، وبدأت د. سالي مبادرة”خضرة” مع المدارس لزراعة حوالي 100 شجرة في أوازيز، فلما بقت بتقدم في منحة بقت بتقدم معاها تجربة ناجحة مش بس مجرد سيدة فوق الأربعين بتحاول تصنعمشروعها، لأ هي سيدة عندها مشروع ناجح وبتحاول تطوره، وده اللي فتح الباب لجوايز ومنح دولية كتيرة.

Oasis  دلوقتي بقى لها فريق كامل وأنشطة خاصة بيه للمدارس والشركات:

منها تقضية يوم كامل للشركات في الطبيعة للتدريب أو كسر روتين الشغل.

أو التخييم أو تقضية يوم في الطبيعة بالزراعة أو الأعمال اليدوية أو اللعب مع الحيوانات لطلاب المدارس.

أو أي مجموعة صحاب أو شغل تقدر تأجر المكان للاستمتاع بيه بحمام السباحة والشوي وتغيير الجو.

وتقدروا تتواصلوا معاهم لتفاصيل الحجز والبرامج اللي بيقدموها من خلال صفحتهم على الفيسبوك هنا.

جولة بداخل Oasis

هناخدكم جولة بداخل أوازيز – Oasis من أول الباب لحد شكل السماء اللي مالوش زي سواء الصبح  مع شكل السحب اللي يجنن أو بليل وسط صفاء النجوم اللي واضحة جدًا. قبل البوابة وإحنا في الطريق من المهندسين لصحراء 6 أكتوبر كان جوانا شغف وفضول أننا نشوف المكان ده، واللي يعد حوالي ساعة وصلنا له، وكان باين وسط الفيلات اللي حواليه من كمية الخضرا والشجر اللي مزروعة قدام الباب. أما البوابة فهي خشب مقفول عادي بس بيخليك تستعد أنك هتدخل عالم غير عادي، أول ما بتدخل بتلاقي على شمالك المزرعة اللي فيها معزتين حبينا كمحررين كايرو 360 نسميهم “سعدية وعنتر”، ومجموعة من الدجاج والبط والوز وكان فيه برج حمام بس لسه بيتجدد.

جنب المزرعة فيه مكان  للزراعة العضوية (من غير أي كيماويات) ومن المخطط يكون فيها مزرعة سمكية. بتدخل من الباب الرئيسي تلاقي على طول مبنى فيه مطبخ وترابيزات لأنشطة الأطفال اللي بيعملوا فيها كروت من إعادة تصنيع الورق (بيبلو الورق لحد ما يبقى عجينة، وبعدين يفردوه في الشمس في مربع خشبي لحد ما ينشف ويقدروا يستخدموه)، وأكثر حاجة لفتت إنتباهنا أن الترابيزة والكراسي معمولة من براميل، فكأنهم بيوصلوا رسالة للطلبة أن ممكن يعملوا إعادة تصنيع لأي حاجة وتطلع مفيدة.

وراء المبنى ده فيه مكان مخصوص للCamping  للتخييم وفيه كراسي وتاندة ملونين علشان الأنشطة المختلفة، غير طبعًا أماكن الشوي والدفا بتوليع النار وأكل المارشميلو والشاي على الفحم.

بنخرج من المبنى ده نلاقي على شمالنا شجرة بيو فيول (وقود حيوي) والمكان بيحاول يتبنى فكرة زراعة الشجر ده لأن هو ده المستقبل في عالم الطاقة بعد كده، وهو رخيص جدًا حاليًا وممكن يتزرع بيه مرزعة. بنكمل مشي مسافة عشر خطوات علشان نشوف حمام السباحة والدوم أو البيوت اللي مصممة بشكل هندسي يمنع دخول الحرارة أو البرد ليه، وكمان مرسوم عليهم رسومات مبهجة بألوان زاهية تشعرنا بالحنين لبيوت النوبة، من الرسومات دي كانت حاجات عصرية شوية زي الماندلا والدريم كاتشر، ومجهزة للنوم لأن فيها أربع غرف بحمام خاص في كل غرفة.

كمان لفت أنتباهنا أن الشماعات بداخل الغرف معمولة من الخرزانات، وحتى اللمبة متعلق عليها خيش علشان يوزع الضوء بطريقة مختلفة.

وفي الوش بعد حمام السباحة فيه قعدة بدوي للشاي أو الأكل، تفصلك عن العالم وسط الزرع اللي حواليها، اللي الأطفال زرعوه من كذا مبادرة. فكأنك قاعد في جنة من المستقبل.

الدوم من جوه برضه ملون، ومفروش بكنب يحسسك بالثقافة السيناوية أو من عالم الواحات، كمان لاقينا صندوق خشب، عرفنا بعد كده أن حد أهداه للمكان وهو كان دولاب جدته زمان.

الأنشطة واللعب والتجارب في أوازيز ما بتنتهيش، خاصة لما يكون الشخص اللي عمل المشروع حد زي د. سالي حلمها أنها تعمل مكان زي اوازيز في كل محافظات مصر وممكن كمان العالم.