حنة “أم المؤمنين” في شارع المعز
أنشطة في شارع المعز الفنانة أم المؤمنين حنة في شارع المعز رسامة حنة في المعز شارع المعز بالقاهرةCairo 360
يمنى أحمد
هتندهش لو قولنا لك إن شارع المعز مش بس دليل عظيم على تراث المصريين وثقافتهم وحضارتهم، ده كمان فيه حبايب غير مصريين شايفينه مصدر رزق مهم لحياتهم! بالضبط زي ما السيدة “أم المؤمنين” بتشوف ده وبتتعامل مع حضارة الشارع على إنها مصدرها الوحيد للمعيشة من سنين طويلة.. حاسس بغموض؟ طب يلا نعرف الحكاية.
في ليالي رمضان الجميلة وبعد التراويح اللي كلها خشوع في جامع الحاكم بأمر الله في شارع المعز، لقطت عدسة كايرو 360 صورة لسيدة بترسم حناء لطفلة، الرسم كان بديع والبنوتة كانت فرحانة لدرجة لا توصف، فقررنا نقريب من المشهد علشان نتعرف أكتر على واحدة من أقدم فناني الحنة في شارع المعز.
السيدة أم المؤمنين هي ست سودانية أصيلة، جت مصر من 14 سنة علشان زوجها المريض يتعالج هنا، لكن الفكرة إن الست قررت تكمل في الحاجة اللي بتعملها بحب لما كانت في السودان وهيا الرسم. بتقول إنها قررت تجيب معجون الحناء وتشوف أكتر الأماكن اللي المصريين بيحبوها، فاملقتش أحسن من شارع المعز علشان تنشر فيه ثقافة الحناء ورسمها اللي هي أصلًا كانت متميزة فيه من سن 10 سنين.
كل يوم، ومن وقت الفطار في رمضان لحد الساعة 11 بالليل هتلاقي “أم المؤمنين” قاعدة في شارع المعز في المنطقة اللي بين مسجد الأقمر ومسجد الحاكم بأمر الله، بترسم حناء ومعاها رسومات وبأسعار عادية مش مكلفة خالص. ست وشها سمح والأهم إنها بتحبك من قبل ما تشوفك لأنك مصري، ودي الطريقة اللي بتحب تعبر بيها عن حبها لمصر، إنها تعرف شعبها الطيب على حد قولها إنها بتحبهم وإنها بتحب القاهرة ونفسها تندفن هنا لأن المكان أخد من عمرها كتير.
“أم المؤمنين” عبرت عن حبها للقاهرة بملامح وجه كلها حنين ودفا زي شوارع المحروسة وقالت: “لفيت أماكن كتير هنا واتفسحت فسح عمري ما توقعتها في الشوية اللي الدنيا بترضى عني فيهم، أحلى حاجة بحبها في القاهرة هي جوها وشعبها، ومكتفية بيها عن أي محافظة تانية، بلاقي هنا تقدير واحترام من كل الناس وده بيطيب خاطري حتى في الأيام اللي حالتي بتكون سيئة فيها”.
في غير رمضان، مواعيدها بتكون من الظهر لغايه بالليل برضه، لكن بتروح ساعة في النص لسكنها في إمبابة علشان تراعي زوجها المريض، على مدار 14 سنة مملمتش ولا زهقت خالص، وبتعمل ده بحب وطبعًا هو ده مصدر رزقها الوحيد، بس زي ما أيام كورونا كانت صعبة على الكل، أم المؤمنين بتأكد لنا إن دي أقسى فترة عاشتها في حياتها، مكانتش خايفة على نفسها بقدر خوفها على أولادها اللي سايباهم في السودان لوحدهم علشان التعليم، وخوفها على زوجها اللي بيعتبر سندها في الدنيا مش في مصر بس.
لحد هنا ونقدر نقولك المفاجأة اللي هي بتفتخر بيها. بتقول “إم المؤمنين” إنها أول واحدة أدخلت الحناء لشارع المعز، وكل الرسومات اللي في الكتالوج معاها رسوماتها هي وإبداعها الخاص، بشاشة الست وكلامها عن مصر والقاهرة بشكل خاص هيأكدولك إنك يا مصري بتتعشق وهيثبتولك فعلًا إن مصر أم الدنيا!