حكاية مبنى تاريخي في القاهرة اسمه مستشفى القبطي
المستشفى القبطي المستشفى القبطي برمسيس تاريخ بناء المستشفى القبطيMohamed Talaat
وأنت ماشي في شارع رمسيس، وبالتحديد في منتصف الشارع ما بين رمسيس وغمرة، هتشوف مبنى تاريخي بيرجع تاريخه لحوالي 100 سنة، وهو مبنى مستشفى القبطي الشهيرة واللي اتأسست على يد أقباط ومسلمين اجتمعوا على أن الإنسانية لا تتجزأ وأسسوا جمعية “المساعي الخيرية” وكان أول رئيس لها هو بطرس باشا غالي، ودي كانت أول جمعية خيرية قبطية في مصر وبعد كده اتغير اسمها لـ”الجمعية الخيرية القبطية”. تعالوا نتعرف أكثر على حكاية المبنى وتاريخه.
سنة 1881 اجتمع 30 قبطي مع المشايخ محمد عبده ومحمد النجار وعبد الله النديم واتفقوا على تأسيس “جمعية المساعي الخيرية”، وكان شغلها هو مساعدة الفقراء، وفي سنة 1908 قرروا تشغيل “المستوصف الخيري العام”، نسبة للجمعية الخيرية اللي انشأت على يد أقباط ومسلمين مصر، واتكلفت وقتها 70 ألف جنيه، والمنزل اللي اتعمل فيه المستوصف اتبرع بيه البابا كيرلس الخامس في شارع كلوت بك، وكان في البداية العلاج في المستوصف قاصر على فقراء الجمعية فقط.
اتبرع أطباء كبار لعلاج الفقراء في المستوصف وعلى رأسهم الدكتور إبراهيم بك منصور اللي تولى إدارة المستوصف مع لجنة متخصصة، والدكتور إبراهيم بك فهمي والدكتور نجيب باشا محفوظ، وتطبيقًا لمبدأ الإنسانية لا تتجزأ ولتعميم الإحسان قررت إدارة الجمعية سنة 1910 أنها تفتح أبواب المستوصف لعلاج كل الفقراء مجانًا بدل ما كان العلاج مقتصر على فقراء الجمعية، وسنة 1911 تأسست مستشفى القبطي بديلًا عن المستوصف، لأن بعد زيادة الحالات اللي بتستقبل للعلاج كان لازم يكون فيه أقسام داخلية للجراحة وغيرها من الأقسام، وتم تعديل المستوصف بأدواره الثلاثة وتجهيزه بكل الاحتياجات وتولى إدارة المستشفى القبطي الأول الدكتور حبيب الخياط والدكتور ملتون.
وبعد توسع الجمعية أصبح المستوصف حتى بعد تحويله لمستشفى ضيق جدًا على المرضى فقررت الجمعية تأجير منزل كبير في شارع العباسي ووقتها كان قدام كوبري الليمون، وتم إصلاحه وتطويره وأفتتح سنة 1913، وكانت المستشفى بتعتمد على الممرضات الأجانب للتمريض وخاصة الإيطاليات، وبعد الحرب العالمية الأولى مقدروش ييجوا مصر، فتم إنشاء قسم خاص لتعليم الفتيات المصريات فن التمريض، وكان الإقبال عليه فوق التوقعات وكان المسئول عن تدريس التمريض الجراحي والتعقيم في الوقت ده الدكتور إبراهيم المنياوي.
وبعد ما نجحت الجمعية في المستشفى الأولى والثانية تم بناء المستشفى الثالث واللي موجود حاليًا في شارع رمسيس سنة 1926 وجمع أكبر الأطباء وكان مقصد لكل المرضى حتى أصبح من المعالم القبطية المميزة في القاهرة، وظلت الجمعية تمتلك المسشتفى القبطي حتى تأميم الحكومة المصرية في الستينات لها مع المستشفى القبطي في الإسكندرية وحاليًا المستشفيات تابعة للمؤسسة العلاجية.
حتى فترة أواخر السبعينيات كان يقوم بالتمريض بالمستشفى القبطى بالإسكندرية – وبالمثل بالقاهرة – طاقم تمريض متخصص وعلى درجة عالية من المعرفة الفنية من الراهبات الإيطاليات، وكن مقيمات بالمستشفى بالدور الأخير بها وكان لهن كنيسة خاصة بهن في الدور الأخير لممارسة الصلوات اليومية كما كن متابعات للمرضى طوال ساعات اليوم صباحاً ومساءً.
حتى اليوم المقر ما زال في مكانه في شارع رمسيس، ومستشفى القبطي بتعالج المرضى سواء مسلمين أو مسيحيين، وفريق عملها كمان ما بين مسلمين ومسيحيين، سواء أطباء أو تمريض أو إداريين.