جيرلز جو ويلز: مكان بيعلم البنات ركوب الإسكوتر في القاهرة
Nagla Ashraf
من النهارده ما حدش يقول للبنات ما تركبيش سكوتر، “نعم للسكوتر.. ويسقط الخوف”.
“ريشة ويا ريشة يكمل الجناح.. والله أحلى عيشة.. عيشة البراح”.. الإنسان فضل يحلم بالطيران من قديم الأزل، لكن دلوقت هنقدم لكم طريقة الطيران على الأرض، للهروب من الزحمة والانتظار وتعب الأعصاب، مافيش أحلى من إحساسك أنك طاير من سرعتك على طريق سريع، “السكوتر” هو حلال المشاكل مؤخرًا ومنقذ المتأخرين دائمًا عن مواعيدهم.
المشكلة الأزلية أنه على الرغم من أن الاختراع ده عظيم جدًا، إلا أننا علشان في مجتمع شرقي عظيم يمتاز بنظرته العنصرية للمرأة، ناس كثيرة مش متقبلة فكرة أن البنت تركب سكوتر، البعض بيخافوا على بناتهم يرجعوا لهم متكسرين، والبعض بيخافوا عليهم من التعليقات البايخة.
بس الحقيقة أن Girls Go Wheels انتصرت على كل ده وعلى المعتقدات السلبية اللي في مجتمعنا، اللي ما زلنا بنحاول نفك شفرتها ونصلحها، Girls Go Wheels مجموعة شباب مكونة من بنتين وستة أولاد بيساعدوا أي بنت عاوزة تتعلم سكوتر من أول التدريب عليه لحد الرخصة والشراء وكل الأسئلة المهمة عن عالم السكوتر وسواقته بشكل عام.
الموضوع بدأ إزاي؟
بسمة الجابري بنت مصرية مجتهدة، ومؤسسة جروب Girls Go wheels واللي بتعلم البنات إزاي تركب سكوتر، بسمة عملت ده بعد ما خاضت تجربة متعبة جدًا علشان تقنع أهلها أنهم يوافقوا في الأول، وبعد كده مرحلة الجري وراء أي معلومة تساعدها في الوصول لحلمها أنها تتعلم وتعمل رخصة للسكوتر.
كان أصعب عقبة أمامها أن الأهل يوافقوا، خاصة أنهم فرضوا عليها شرط بأنها لو لقيت ناس زيها ممكن يوافقوا أنها تركب سكوتر. وده اللي حصل فعلًا لما شافت جروب Cairo Scooters Club على الفيسبوك. واللي بيساعد ناس كثير جدًا في كل ما يتعلق بالسكوتر من أول يشتروه منين لحد أحسن الأنواع والأسعار، والمشاكل التقنية اللي بتواجههم، كمان بيتجمعوا ويلفوا بالسكوتر على الطرق السريعة.
والجروب ده عامل زي مجتمع صغير لكل اللي بيركبوا سكوتر، بيعملوا Rides سوا، بيختاروا طريق سريع وطويل زي مثلًا طريق مصر إسكندرية الصحراوي أو العين السخنة ويمشوا وراء بعض، والحقيقة أنها بتبقى ممتعة قوي، وأي حد بيحتاج يسأل عن أي حاجة تخص السكوتر بيجاوبوه.
أكبر التحديات
ولما سألنا بسمة عن التحديات اللي واجهتهم كنا معتقدين تقول لنا أن الشارع المصري بيرفض شكل البنت وهي على السكوتر، بس الحقيقة إحنا استغربنا لما عرفنا منها أن المشكلة الأساسية في الأهل، هم اللي بيرفضوا خوفًا على البنت، بس الناس في الشارع متقبلة وجود البنات على السكوتر على حسب كلام بسمة، فالبنت شريكة الرجل في الشارع مش من حقه أنه يقصره عليه، وإن كان على المعاكسات فدي بتفضل موجودة في أي وسيلة مواصلات إشمعنى لما تسوق السكوتر مش هيعاكسوها!
ساعات المجتمع يخلينا نعتبر أبسط حقوق البنت جنان وتهور وعدم مسئولية، وأنها بمطالبتها بأبسط حقوقها أنها تمشي في الشارع من غير ما حد يضايقها وكأنها بتطلب طلب كبير من المجتمع، وعلشان كده البنت قررت تكسر كل الحواجز دي وتستقل بذاتها وده شيء ملحوظ بقى له سنين، والسكوتر شكل من أشكاله.
الإحساس بالحرية والانطلاق والواحد راكب السكوتر مالوش مثيل، إحساس ممتع.. وقوي والإشارة واقفة وأنت بتكمل في الشارع وتوصل من آخر الشارع لأوله، وداعًا للتأخير على الشغل أو المحاضرات، ده حتى لو رحت مع عيلتك مكان وقررت تروح بالسكوتر وتسيبهم يأخدوا العربية، ممكن توصل وتأكل وتحلي وهم لسه بيركنوا بره، ده غير أن مشكلة الركنة انتهت للأبد.
فريق Girls Go Wheels قرر يصنع الفرق ويساعد كل البنات اللي عاوزة تتعلم سكوتر، ويساعدها من الأول: تشتري نوع إيه، وإجراءات الترخيص، غير أنهم بيوفروا تدريب خاص للبنات وبيعلموهم يتفادوا أخطاء السائقين الثانيين إزاي.
هم بدأوا الموضوع من شهور طويلة، وحاليًا فيه معاهم بنات اتعلموا وبقوا يشاركوهم في الـ Rounds، وده كان حلم من أحلام بسمة، وفرحتها الحقيقية اللي بتشوفها في عيون كل واحدة بتسوق سكوتر، وبتكسر حواجز كثير جواها وجوه مجتمعها.
لو عاوزة تحققي حلم أنك تركبي سكوتر، ما تتردديش أنك تتواصلي مع جروبهم على الفيسبوك.
دافعي عن قراراتك بحكمة وعقل، مش كل حاجة بتيجي مرة واحدة، بس لو أهلك مش موافقين، بالوقت والإقناع ومهارات أخرى كل البنات عارفاها هيوافقوا طبعًا، ده لو ربنا كاتب لك فيه الخير، وربنا يحفظكم جميعًا من شر الطريق.