الكنيسة البطرسية: قيمة إنسانية وتاريخية ووطنية ودينية في القاهرة
Cairo 360
الجهل أس كل فساد، تحليل كل الأحداث السيئة لازم ينتهي بالإشارة بأصابع الاتهام للجهل والجهلة، حتى أصحاب المصالح واللي عارفين هما بيعملوا إيه وبيوجهوا الأحداث إزاي عمرهم ماكانوا هيقدروا ينفذوا خبثهم لولا وجود الجهلة اللي يسهل تحريكهم ودفعهم.. وعلشان نبقى جزء من حل المشكلة فاللي في إيدينا هو أننا نحاول قدر الإمكان نرفع الجهل عن نفسنا وعن اللي نقدر نرفع عنه من دواير تأثيرنا، على الله ييجي علينا اليوم اللي نشوف فيه الدايرة المفرغة اللي اترمينا فيها بتنكسر، ونمشي في السكة اللي المفروض يمشي فيها كل عاقل.
تردد كتير اسم الكنيسة البطرسية بالعباسية كونها مسرح الحدث المجرم اللي حصل صباح امبارح -الأحد- وللأسف معظمنا مايعرفش عنها غير أنها كنيسة مجاورة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ومش كتير اللي يعرف عنها ولا عن أهميتها الإنسانية والفنية والأثرية والتاريخية والوطنية فضلًا عن الدينية، فإحنا هنحاول هنا نعرفها في سطور صغيرة بدافع رسالتنا اللي قلناها في مقدمة مقالنا الصغير ده: نحاول نرفع شوية من عدم المعرفة عن نفسنا وعن الناس اللي يخصونا.
الكنيسة تم بناؤها عام 1911 على يد إحدى أعرق العائلات المصرية المسيحية، عائلة “بطرس غالي باشا” رئيس وزراء مصر في الفترة من 1908 إلى 1910 سنة وفاته، بنوها فوق ضريحه على نفقتهم الخاصة تخليدًا لذكراه، ولاحقًا تم دفن ابنه الراحل “بطرس بطرس غالي باشا” الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة ووزير خارجية مصر الأسبق أيضًا، وده اللي يخلينا نقول أن التعدي عليها متضمن تعدي على حرمة إنسانية مقدسة وهي حرمة الموتى.
الكنيسة مصممة على طراز معماري شهير هو الطراز البازيليكي أو الباسيليكي، وده طراز معماري ترجع أصوله التاريخية للإغريق ثم نقله عنهم الرومان واشتهر على إيديهم ثم شاع كطراز معماري مميز في هيبته وجماله ووظيفته.
تولى تصميم المباني والزخارف بالكنيسة مهندس السرايات الخديوية “أنطون لاشك بك”، أما عن التزيين باللوحات وتكوينات الفسيفساء فكانت من عمل فنانين ومصممين عالميين زي الرسام الإيطالي “بريمو بابتشيرولي” صاحب اللوحات، وجدير بالذكر أن كل الأعمال الفنية دي ليها دلالات تاريخية ودينية، مش مجرد زينة والسلام.
يُذكر كمان أن جزء من مكانة الكنيسة مكتسب من كونها مجاورة لأكبر كاتدرائيات إفريقيا والشرق الأوسط، الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، اللي تم افتتاحها المهيب عام 1968 بعد ثلاث سنوات من العمل الدؤوب في بنائها.
ربنا يرحم كل ضحايا الغدر، ويساعدنا على أننا نكون جزء من حل المشكلة.
صورة الموضوع لـ طارق وجيه
