The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

ربنا جعل للخير ناس تقوم بيه، وتعمل المستحيل علشان تنشره في الحياة.. و”ليليان هانت تراشر” نموذج عظيم لإنسانة قررت تصنع الخير على أرضنا، اتولدت في 27 سبتمبر 1887 في مدينة چاكسونڤيل بولاية فلوريدا الأمريكية، وماتت فى أسيوط يوم 17 ديسمبر 1961، لكن ما بين تاريخ ميلادها وتاريخ وفاتها، حكاية إنسانية عظيمة.

انتقلت من أميركا علشان تعيش في أسيوط، وده كان في 26 أكتوبر سنة 1910، وأسست في 1911 أول ملجأ للأيتام في مصر، وهو الملجأ اللي لسة بيقوم بدوره لحد النهارده، واسمه هو “بيت ليليان تراشر”، واللي بيستقبل لحد يومنا ده الأيتام وذوي الظروف الخاصّة وبيُعدّ أكبر ملجأ في العالم.

“ليليان” ليها حكاية عظيمة، ربنا مارزقهاش بأطفال، لكنه عوضها بأنه إداها 15 ألف طفل إتولّت رعايتهم خلال خمسة وخمسين سنة، لحد ما أصبحوا رجال وسيدات لهم حضورهم في المجتمع، وعلشان كده استحقت ألقاب كتير منها “أعظم امرأة في مصر”، و”أم الفقراء واليتامى”، و”قديسة أسيوط”. لكن لقبها الأشهر هو “أم النيل”.

في قلب صعيد مصر، وبالتحديد في مدينة الفتح بمحافظة أسيوط، هتلاقوا ملجأ ليليان تراشر، اللي اتخرج منه أكتر من 25 ألف شخص، ومساحته 12 فدان، وهو عبارة عن 3 ملاعب، و3 حمامات سباحة، و14 مبنى، منهم مدرسة ابتدائي، بالإضافة إلى مباني السكن ومباني التدريب المهني والإدارة.

من وقت ما وصلت أسيوط وهي بتدور على الأطفال الأيتام علشان تهتم بيهم، كانت بتديهم الأكل والشرب واللبس، لكن لما وصل عدد الأطفال لـ 50 قررت بناء ملجأ أوسع من الطوب، بمساعدة أطفالها اللي كانت بدأت تعلّمهم الحرف وتجهزهم للحياة.

واجهت ليليان تراشر خلال عملها مشاكل وصعوبات كتير، منها الاستعمار البريطاني، والثورات، والأوبئة، والكوليرا والطاعون، لكن كل ده ما منعهاش تكمل مهمتها، وتستمر في خدمة الأطفال اليتامى المشرّدين في أسيوط.