هل سألتم نفسكم قبل كده ليه بندخل السينما؟ ليه بندفع ثمن التذكرة ونقعد في مكان مُظلم بنتفرج على شاشة ضخمة لحوالي ساعتين من حياتنا؟ أبسط وأكثر إجابة مباشرة على السؤال ده هي أننا عاوزين نعيش حالة جميلة من الحلم.. عاوزين ننفصل عن الواقع الصعب اللي بنعيشه وننطلق بعيوننا وأذهاننا لمستوي أكتر جمالًا..ولعالم أكثر حبًا… هو ده بالظبط اللي بيقدمه فيلم Lala Land.. وهو ده السبب في حصده لعدد ضخم من الجوائز… إنه بيرجعنا للهدف الأصلي لأفلام السينما، وبيمنحنا حوالي ساعتين من السلام الداخلي والإبهار البصري.
الفيلم من إخراج وتأليف دامين شازيل، ومن بطولة ريان جوسلينج إيما ستون أمييه كون تيري والترز توم شيلتون وجيسيكا روث. وبيحكي عن قصة أتنين من الفنانين اللي بيعانوا من مشاكل الواقع الصعبة واللي بتجبرهم على التخلي عن كثير من ثوابتهم علشان يقدروا يعيشوا على أرض الواقع، لكنهم في نفس الوقت بيحاولوا يعيشوا قصة الحب اللي بتنشأ بينهم في جو من الموسيقى والإستعراض المناسبين للحدوث في فيلم بيحكي قصة حب بين فنانة وبين عازف بيانو محترف.
الفيلم كان متميز ورائع من كل النواحي تقريبًا.. بداية من المشهد الافتتاحي للفيلم اللي فيه استعراض راقص طويل نسبيًا بينقل المشاهد بصريًا لحالة من حالات الحلم الجميل.. وبيستمر إحساسنا إننا بنحلم طوال أحداث الفيلم لدرجة بتخلينا مش عاوزين نمشى من قاعة العرض بعد انتهاء الفيلم، علشان نستمتع بالحلم الجميل لأطول فترة ممكنة!
الصورة وجمالها والكادرات المتميزة كانت لاعب أساسي في الأحداث، وعلى الرغم من صعوبة تنفيذ المشاهد على مستوى الصورة والكادرات إلا أن تنفيذ الفيلم كان بيقدم أصعب المشاهد بأسهل الطرق، وبطريقة سهلة على العين وتدخل القلب بسهولة، وده اللي نقدر نسميه، السهل الممتنع.. انك تقدم أصعب مشهد بطريقة سلسلة وتوصل بسرعة للقلب.
الاستعراضات والأغاني في الفيلم كانت أكثر من مدهشة، وعجبنا أنها مش مقحمة على الأحداث وفي نفس الوقت مش بتستولى على 100% من زمن الفيلم، بمعنى أن الناس اللي مش بتحب الأفلام الإستعراضية قوي هتقدر تستمتع بفترات جيدة من الأداء التمثيلي المتميز، وفي نفس الوقت لو كنتم من محبي الأستعراض والموسيقى، فالفيلم بيقدم جرعة متميزة من الموسيقى الراقية والأستعراضات الرائعة والرقصات اللي تم تصميمها بعناية فائقة.
آخر حاجة عاوزين نختم كلامنا بيها عن لالا لاند… وبما إننا بنتكلم عن الأحلام.. هل نقدر نحلم في يوم من الأيام بوجود فيلم مصري بنفس القوة دي؟ هل نقدر نعيش في يوم من الأيام حلم وجود فيلم عربي استعراضي راقص ينافس -أو حتي يحاول ينافس- فيلم زي لالا لاند؟
علشان تبقى عارف:
- ميزانية الفيلم 35 مليون دولار، وحتي الأن حصد أكثر من 85 مليون دولار.
- الفيلم هو ثاني تعاون بين (دميان شازيل) والممثل (جيه كيه سيمونز) بعد تعاونهما في فيلم (Splash).
- رفضت النجمة (إيما واطسون) أداء شخصية (ميا) بسبب ارتباطها بتصوير فيلم (Beauty and the Beast)، بينما رفض النجم (ريان جوزلينج) أداء شخصية الوحش في الفيلم الأخير لارتباطه بتصوير فيلم (La La Land).