Surviving Black Hawk Down: وثائقي يكشف أكذوبة تفوق الجيش الأمريكي!
أفلام هوليود الجيش الأمريكي الحروب الأمريكية الحقيقة المخفية الصومال الوثائقي بلاك هوك داون دلتا فورس مشاهدة Surviving Black Hawk Down مقديشيو نقد Surviving Black Hawk Down
محمد البدري
سنة 2001، هوليود أنتجت فيلم Black Hawk Down المأخوذ عن أحداث حقيقية، بيحكي عن عملية عسكرية بطولية قادتها عناصر Delta Force وصفوة مقاتلي الجيش الأمريكي ضد متمردين صوماليين في العاصمة مقديشيو.
الفيلم اللي نزل بعد أحداث 11 سبتمبر، في وقت كان الأمريكان فيه بيدوروا على أي انتصار يحسسهم بتفوقهم، حصد إعجاب جماهيري كبير، وخد جوايز أوسكار في فئات الصوت والمونتاج.
على مدار ساعتين ونصف، بنشوف ازاي القوات الأمريكية كانت ضمن قوات حفظ السلام اللي سافرت مقديشيو علشان تحط حد لسيطرة الجنرال محمد فرح عيديد، اللي كان بيعطل جهود الأمم المتحدة في الصومال، وبيسرق المساعدات ويبيعها لحسابه.
مفهوم طبعًا لما تعمل فيلم بطولة جوش هارتنت، إيوان مكريجور، وإريك بانا، وفي توقيت حساس بعد كارثة حصلت لأمريكا، ومع الأحداث السريعة والمشاهد القتالية العنيفة، إنه ينجح. خصوصًا إنه بيقدم الصورة النمطية المعتادة عن الجندي الأمريكي اللي بيحارب من أجل الخير والسلام ضد التخلف والرجعية. لكن القصة الحقيقية مختلفة تمامًا عن اللي الفيلم قاله. وإحنا هنا مش بنتكلم بس عن روايات تاريخية ووقائع، لكن عن مسلسل وثائقي جديد بعنوان Surviving Black Hawk Down، متاح حاليًا على نتفليكس. أو زي ما الميم المشهور بيقول: “باعترافاتهم”!
في الوثائقي Surviving Black Hawk Down، صناع العمل بيأكدوا إن الرواية الحقيقية غير اللي الفيلم قاله تمامًا. وبما إن المسلسل وثائقي، فتم استضافة الأبطال الحقيقيين للواقعة، سواء من الجانب الأمريكي أو الصومالي.
لأول مرة، شوفنا القصة بعيون المقاتلين الصوماليين، على لسان واحد من رجال ميليشيا عيديد، ومصور صحفي كان بيوثق الأحداث بكاميرته، ومدنيين وجدوا نفسهم فجأة في وسط جحيم من السماء والأرض.
وعكس الفيلم اللي صور الجنود الأمريكان وهم بيفرقوا بين المدنيين والعسكريين، الوثائقي بيعرض شهادة واحدة من سكان مقديشيو، اللي حكت عن احتلال الأمريكان لبيتها، وازاي أطلقوا النار على الكل بدون تمييز، وإنها نجت بأعجوبة.
وكمان، عكس الفيلم اللي أظهر الجندي الأمريكي جاهز واحترافي، الوثائقي كشف ازاي العملية اتحولت من “نزهة” لجنود داخلين باستخفاف، لحرب بقت مجرد محاولة للبقاء على قيد الحياة!
شوفنا ازاي مجموعة مقاتلين صوماليين، بأسلحة خفيفة، وبقذيفتين RPG، قدروا يسقطوا طيارتين هليكوبتر من أحدث الطرازات، ويقتلوا جنود أمريكان، وياخدوا أسير من قوات Delta Force، اللي المفروض إنها الأعلى تدريبًا وتجهيزًا.
شوفنا ازاي الأمريكان كانوا مذعورين من غير أجهزة تحديد المواقع، وازاي انخفضت جاهزيتهم لما فقدوا أجهزة الرؤية الليلية والتفوق الجوي، وازاي المهمة البسيطة اتحولت لفضيحة عالمية، لما شاف الناس على نشرات الأخبار الجنود الأمريكان وهما بيتسحلوا في الشوارع على إيد ميليشيا تملك 1٪ بس من العتاد الأمريكي.
شوفنا اعترافات الجنود الأمريكان إنهم كانوا بيضربوا بالنار على أي حد قدامهم بدون تمييز، وإن بعضهم ماكانش بيرفع صباعه عن الزناد، وشوفنا واحدة من المدنيين الصوماليين وهي بتقول وسط دموعها:
“اللي الأمريكان اعتبروه ساحة حرب لازم تتدمر.. كان بيتي اللي عشت فيه!”
في نهاية فيلم Black Hawk Down، اللي نظرتنا له دلوقتي اتغيرت بعد ما عرفنا الحقيقة، بنعرف إن حوالي 1000 صومالي ماتوا، ما بين عسكريين ومدنيين، في مقابل 18 جندي أمريكي. الفيلم كتب أسماء الـ18 أمريكي، وتجاهل تمامًا الصوماليين، رغم إن زي ما قلنا، مش كلهم كانوا عسكريين.
أكتر حاجة محبطة بخصوص Surviving Black Hawk Down، إنه للأسف ماحققش نفس النجاح والضجة اللي عملها فيلم Black Hawk Down. يمكن لأن الناس بتحب الأكشن والمطاردات والانفجارات، لكن مش بتميل للوثائقيات اللي بتجمع شهادات وبتكشف الحقيقة.. حتى لو كانت الحقيقة اللي لازم تتقال!