فيلم Munich The Edge of War: الصداقة أقوى من الحرب!
أفلام إنسانية عن الحروب أفلام جديدة أفلام عن الحرب سينمات القاهرة فيلم Munich The Edge of War
كلنا عندنا أصحاب ومعارف، وكلنا عارفين ثمن أصحابنا عندنا. وإمتى ممكن ناخد قرار علشان نقطع علاقتنا بصديق ما. وأحيانًا صفحة الحوادث في الصحف بتعرفنا قصص صداقة تحولت لجريمة قتل في خلاف على ساندوتش أو سيجارة أو ٢٠٠ جنيه! فيلم Munich The Edge of War بيحكي عن علاقة صداقة صمدت في اختبار أقوى بكتير.
في بداية الحرب العالمية الثانية، بدأت أوروبا سلسلة مفاوضات مع هتلر، في محاولة أنها تخليه يرجع عن قراره بخصوص الحرب، لأن باقي الدول كانت غير مستعدة أو راغبة أنها تخوض غمار حرب جديدة مُدمرة للاقتصاد ومُهلكة للأرواح. هتلر استغل الرغبة دي علشان يحصل على أكبر رقعة من الأرض، قبل ما يقرر خوض الحرب علشان يسيطر على باقي الدول.
هي دي الحقيقة التاريخية اللي إحنا عارفينها، بالتالي مشاهدة Munich The Edge of War علشان نعرف الحقيقة دي، هيكون عمل أحمق جدًا، وهو ده اللي كان عارفه (بن باور) مؤلف الرواية اللي تم اقتباس الفيلم عنها، علشان كده اختار يبرز لنا قصة صداقة بين شابين، واحد بريطاني مُخلص لوطنه، والتاني ألماني شايف أن هتلر هو أفضل مستقبل لألمانيا. وإزاي الصداقة دي ممكن تلعب دور – مش قادرين نحرقه عليكم- علشان تحاول تمنع الحرب العالمية من الاندلاع.
الرائع في Munich The Edge of War هو أننا بنشوف أحداثه بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية، علشان نشوف التاريخ إزاي بيعيد نفسه، وأن كواليس عالم السياسة والحرب هي نفس الكواليس تقريبًا، باختلاف الجغرافيا والزمن ليس إلا.
مباراة تمثيلية رائعة شوفناها بين جانيس نيونر وجورج ماكاي في الأدوار الرئيسية في الفيلم. ماكاي ممثل عظيم بيثبت في كل دور بيقوم بيه أنه ممثل عالمي، سبق وشوفناه في فيلم (١٩١٧) اللي فاز بنصيب الأسد من جوايز أوسكار سنة ٢٠٢٠. على عكس أولريتش ماتيس اللي قام بدور هتلر، وقدم واحد من أسوأ الأداءات التمثيلية لزعيم الرايخ الألماني. وماقدرش يقدم لنا حتى شكل شبيه بهتلر، أو حتى طبقة صوته وانفعالاته. وكان كل ظهور له في الفيلم يلاحقه ضحكاتنا واستغرابنا من فارق الشكل الكبير.
أحلى مافي Munich The Edge of War بعد الأداء التمثيلي هي الديكورات واختيار أماكن التصوير. ونقدر نقول أن مافيش لقطة واحدة حسينا فيها أننا مش في زمن الحرب العالمية الثانية، ودي مهارة صعبة قدر المخرج كريستيان شيوشاو يعملها بنجاح. وده بيحتاج مجهود كبير في إدارة لوكيشن التصوير مايقدرش عليها غير مخرج محترف ومتمكن. رغم أن الفيلموجرافيا بتاعته مافيهاش أعمال قوية.
لو بتتفرج على Munich The Edge of War على أساس أنه فيلم أكشن، ومتوقع فيه مشاهد ضرب ومطاردات، ظنك هايخيب جدًا. لأن مساحة الأكشن في الفيلم لا تزيد عن ١٪ – وممكن تكون أقل- لكن في المقابل بنشوف تمثيل جيد، وشعور بالترقب بيلاحقنا طوال الوقت، خاصة في منتصف الأحداث لما بنعرف العقدة الأساسية للقصة.
لما السينما بتحكي قصة تاريخية معروفة الأحداث، بيكون أمام صناع الفيلم اختيار من اتنين علشان مايفقدوش اهتمام المشاهدين، إما ضرب عرض الحائط بالتاريخ وتقديم رؤية سينمائية مختلفة تمامًا، زي ما عمل المخرج كوينتن تارانتينو في Inglourious Basterds لما خلانا نشوف بعنينا هتلر وهو بيتم اغتياله على إيد كوماندوز أمريكان! والحل الثاني هو التركيز على قصة إنسانية غير معروفة للجمهور تكون هي محور الأحداث زي ما عمل Munich The Edge of War.