-
51 شارع نبيل الوقاد
-
عالمي
-
Waleed Abuarab
مكتوب عليه من الخارج “مطعم أسباني” وشكله في منتهى الأناقة والرقي،
الواجهة الزجاجية واللوجو المميز واحد من أعمال الفنان التشكيلي الأسباني
بابلو بيكاسو، والإضاءة الهادئة، كل الحاجات دي لما تشوفها وأنت خارج المحل هـ تكون
حافز قوي أنك تدخل تكتشف المكان ده من الداخل.
«بيكاسو» من الداخل هادئ بزيادة، مافيش غير صوت أغاني Gipsy
Kings وبعض الفرق اللي بـ تغني باللغة
الأسبانية. تقريبًا ما كانش فيه زبائن في المحل وقت زيارتنا، يمكن علشان المكان لسه
جديد ما فاتش على افتتاحه شهر واحد، ويمكن لأن المطبخ الأسباني مجهول بالنسبة لناس
كثير، وما حدش هـ يجازف ويدخل مطعم أسباني إلا لو كان عارف بالضبط هو هـ يطلب إيه
أو عنده حب مغامرة وداخل يكتشف مطبخ جديد. المطعم موجود في شارع نبيل الوقاد في
أرض الجولف، الحد الفاصل بين مصر الجديدة ومدينة نصر. وهو على نفس الصف اللي فيه «بيتزا
روما» بس للأمام شوية، ولو كان حظك كويس ممكن تلاقي ركنة قريبة للعربية أمام المحل.
المكان مساحته معقولة، القعدات فيه عبارة عن ترابيزات سفرة بـ 4 كراسي،
شكلها كلاسيكي جدًا وكراسيها مش مريحة للأسف مع أنها أنيقة، كنا نتمنى أن المحل
كله يكون بكنبات وترابيزات منخفضة، لكن ماكانش فيه غير كنبتين بس في نهاية المحل،
وطبعًا كانوا محجوزين لأنهم الأفضل. إنما ترابيزات السفرة دي أضافت طابع رسمي
مالوش لازمة لأن المكان تركيبته أبسط من كده. يعني الأناقة مش لازم ترتبط بالـ “تكتيفة”.
الديكور شيك وفيه جيتار أسباني على أحد الكراسي في واجهة المحل ولوحات بيكاسو
حولنا في كل حتة، حتى المنيو وأمام كل صفحة فيه صورة لأعمال بيكاسو ومكتوب اسم
العمل ونبذة عنه، وعجبنا فكرة أن بابلو بيكاسو هو أيقونة المحل وظاهر في كل
تفاصيله.
المنيو كان مفاجأة! لأننا توقعنا بعد كل “الأسبنة” اللي في المحل
دي نلاقي المنيو كله أكلات أسبانية وبس، لكن لاقينا أطباق لحوم ودجاج عادية
الموجودة في أي مطعم عالمي، ولاقينا بيتزا وباستا إيطالية وأطباق أسماك وجمبري
وسلاطات يونانية وإيطالية برضه. الحاجة الوحيدة الأسبانية اللي لاقيناها في المنيو
كانت “الباييا” أو Paella وهي الأرز المطهو
بالبخار مع الخضروات واللحوم أو المأكولات البحرية، ودي من أشهر الأكلات الأسبانية
وكانت موجودة هنا بـ 3 أشكال؛ الكلاسيك (بالدجاج) وبفواكة البحر وباييا بيكاسو
بالسوسيس والكابوريا. فيه كمان بعض المقبلات الأسبانية زي “التاباس” ودي فطائر
بخلطة معينة شبه القطائف عندنا في مصر، بـ تبقى محشوة بالتونة أو الدجاج أو كرات
اللحم أو الجمبري.
بدأنا بطبق سلاطة بيكاسو بالتفاح والمشروم (19 جنيه) وكانت عادية بدون أي
نكهة خاصة، مجرد خضار وفاكهة مقطعين وعليهم صوص ليمون، بس فتحت نفسنا شوية. ما كانش أمامنا غير الباييا والتاباس (Tapas) علشان نجرب الأكل
الأسباني، الباييا بفواكة البحر (65 جنيه) كانت صدمة! لأننا جربناها قبل كده في
مكان ثاني مش متخصص في الأكلات الأسبانية وكانت أحلى من كده بكثير، ناقصة توابل
وطعم وإضافات سي فوود، لولا وحدتين الجمبري الكبير اللي كانوا على الطبق يمكن
ما كناش مدينا أيدينا في الطبق معدوم المذاق. التاباس كانت 4 وحدات من عجينة
الكروكيت المقلية (10 جنيه) ودي كانت لذيذة وغنية بالطعم لدرجة أننا فكرنا نطلب أي
نوع تاباس ثاني بعد ما عجبتنا الفكرة. رجعنا للي نعرفه وطلبنا طبق رئيسي من فيليه
البيف مع صوص المسطردة وكبدة الدجاج (67 جنيه) واسمه في المنيو فيليه تورنادو.
طعمه حلو ومستوي كويس والسوتيه والبطاطس البيوريه حلوين بس كميتهم قليلة قوي. بس
بشكل عام، ده كان طبق هائل.
الأكل أسعاره مش غالية، خاصة البيتزا والباستا وأطباق الفاهيتا، كله
أطباق مافيش أي ساندويتشات، فيه شوربات مفتكسة زي الجزر بالجنزبيل الجازباتشو
الأسباني، والحلويات عادية زي الآيس كريم والكريب الحلو. الخدمة ينقصها الخبرة وده
بـ ييجي مع الوقت، ونظافة المكان ملحوظة.
تجربتنا في «بيكاسو» كانت مفيدة لأننا تأكدنا أن مش كل مطعم يقرر أنه يكون
متخصص في مطبخ معين لازم يكون مبدع فيه، المكان ظريف والقعدة رومانتيكية والأطباق
العادية حلوة، لكن مش هـ نفكر نروحه ثاني لمجرد أنه “مطعم أسباني”.