-
37 شارع المناصرة
-
Michelle Ha
تجاهل الدهان الأخضر الفزدقى السيء اللى على الحوائط، ومفارش الترابيزات البلاستيكية القديمة بلونها الأصفر، وأطباق فيها بواقى أكل من الزبائن اللى قبلك، واسألنى إيه اللى يميز أى مطعم؟ نقول لك، لما تلاقى عدد كبير من الأكلات فى المنيو خلصت بدرى يبقى المطعم ده بـ يقدم حاجة كويسة. مطعم “الخرطوم” فى وسط البلد -أقدم مطعم سودانى فى القاهرة– أكيد واحد من المطاعم دى.
صعب تلاقى المطعم من أول وهلة، مكانه مقابل لمسجد “كيخيا” عند ميدان الأوبرا، فى آخر زقاق متفرع من شارع الجمهورية، على شمال مدخل الزقاق محل مستلزمات إضاءة وفرع اتصالات على يمينك.
من حسن حظنا أن مكان المطعم كان أصعب حاجة تواجهنا فى الخروجة. للأسف عرفنا أن الحاجات اللى اختارناها من المنيو العربى المهترئة كلها خلصت بدرى زى عيش “كسرى” السودانى.
علشان كده بدأت المضيفة المبتسمة تشرح لنا الاختيارات الموجودة بكل صبر، بالعربى والإنجليزى، وبناءً على تفضيلاتنا رشحت لنا طبق “جراسا” -على حسب وصفها هي بان كيك على الطريقة السودانية– عليها “تاجاليا”، ودى عبارة عن لحم مفروم مع الطماطم وبامية ناشفة (12 جنيه). طلبنا كمان طبق “ريجيا” وده قريب من السبانخ (12 جنيه)، و”شايا” وده طبق لحم مشوى (20 جنيه).
الأكل وصل بسرعة ومعاه سلة فيها عيش بلدى، وطبق من الخيار، والطماطم، وجرجير وكمان صوص فول سودانى حار. لاحظنا أن الخضروات كانت طازجة ومشرقة، والكويس كمان أن طبق اللحم المشوى كان فيه نفس نوعية المكونات الممتازة. اللحم كان عصارى ومتبل كويس، والقطعية نفسها كانت طازجة وجودتها هائلة.
نقدر نعتبر نفسنا مش من عشاق الجراسا أو التجاليا، ويمكن ده سببه طبيعة الأطباق نفسها مش بسبب مهارات الطباخين فى مطعم “الخرطوم”، طعم الطماطم فى التاجاليا كان طاغى شوية على باقى المكونات، وحتى على طعم اللحم نفسه، وقوام البامية الناشفة كان شبيه بالملوخية وده ممكن ما يعجبش كل الناس.
الجراسا كانت سخنة مولعة وفعلاً قريبة من البان كيك، لكنها مختلفة شوية عن الكيكة بقوامها السميك المعجن. صعب الجراسا دى بطعمها التقليدى تكون أحلى واحدة نجربها، وكان ممكن تبقى أخف شوية.
المميز فى الوجبة فعلاً كان الريجيا. طعمها كان لذيذ وبـ تُقدم مع عيش بلدى، وبعد ما جربناها أخذنا عهد على نفسنا نرجع ثانى علشان نجربها مع الكسرى، وننهى بكوب من القهوة السودانية الفواحة، واللى كانت برضه خلصت وقتها.
بالنظر إلى أننا أخذنا آخر حاجات موجودة، فحاسة التذوق عندنا نقدر نقول أنها كانت مرضية تمامًا، وعلشان كده الخرطوم يعتبر اختيار جامد لأى قاهرى عاوز يجرب حاجة جديدة، أو نفسه يجرب أكل سودانى.