-
سمير درويش
-
ديوان شعر
-
من الآن
-
عربي عربي
-
12 جم
-
جميع المكتبات
Rehab Loay
لما تدخل محل كتب هـ تلاقي
على الرفوف أعداد مهولة من كتب الشعر، وهـ تعرفها لوحدك لأن قطع الكتاب وحجمه بـ يكون
مميز، وبصراحة من كثر الدواوين اللي الواحد بـ يشوفها قرب يحس أن مصر كلها بقت
شعراء، وللأسف مش كلها بـ تكون كويسة وتحب تقرأها، بالعكس كثير منها بـ يكون سيء
جدًا وممكن يخليك تكره الشعر واللي بـ يكتبوه، وقلة قليلة جدًا من الكتاب اللي
ممكن يخلوك تروح علشان خاطر تمسك كتابهم وتقرأه وتتابعه باهتمام، ومن الشعراء دول
سمير درويش اللي قدم مؤخرًا ديوان شعر جديد اسمه “تصطاد الشياطين”.
اسم الكتاب غريب
شوية، وممكن أقول أنه تسبب في خضة لبعض الناس لما سمعوه، وخلاهم عندهم فضول يعرفوا
مين هي دي اللي بـ تصطاد الشياطين وبـ يكتب عنها سمير درويش في ديوانه رقم ثمانية؟!
الكتاب مكون من 59
مشهد شعري قصير من غير عناوين داخلية، لكنه رتبهم زمنيًا حسب تاريخ كتابتهم، وأعطاها
أرقام مسلسلة بحيث نلاقي أنه كتبها بين مارس 2009 ومايو 2011 تحت عنوان واحد هو
عنوان الديوان، كأنها قصيدة طويلة ممتدة زمنيًا ومكانيًا.
ساعات بـ نلاقي
موضوعات كثير جدًا في الديوان الواحد، بعض الناس بـ تعتبر ده تنويع يخليهم ما يزهقوش
ويحسوا أنهم مع كل قصيدة بـ يبدأوا بفكرة وروح جديدة، والبعض بـ يحس أنه استنفذ
طاقته في قصيدة واحدة وتشبع بفكرتها ومش حابب يكمل الديوان في وقتها، ودي النقطة
اللي لعب عليها الديوان ده، أنه كمل على خط واحد حكي من خلاله قصة واحدة بتفاصيلها
الكثير اللي حصلت في أماكن وأوقات مختلفة، وكل ده على مدى سنتين فقط.
كمان الديوان كله بـ
يدور حول أنثى واحدة فقط لها أكثر من وجه، وبـ يحكي إزاي أن البداية كانت قوية،
والعلاقة بتفاصيلها كانت وثيقة، وبدأت تعلى وتعلى لحد ما وصلت للذروة، لكن زي أي
حاجة في الدنيا زي كل دورات التاريخ، وزي دورة الكون نفسه بدأت العلاقة دي تقل
وتنحدر تدريجيًا لحد ما وصلت للنهاية، وطبعًا مع لحظة النهاية المشاعر بـ تكون
قوية برضه لكن بـ تكون في الناحية السلبية، وإذا كانت بدأت بسعادة، فهي بـ تنتهي
بألم، أو ممكن نقول بمشاعر متنوعة ومتناقضة، بين الفرح الطاغي بسبب التواصل مع بني
آدم يشبهنا ونشبهه، والانهزام اللي بـ نحس به لما بـ نلاقي الخطوط بـ تتفكك.
الديوان ده بـ ينتمي
لنوع من الشعر اسمه “قصيدة النثر” والنوع ده بعض الناس بـ ترفضه، وبـ
يقولوا أنه مش شعر رغم أن شعراء كبار زي السوري محمد الماغوط كتبوه واعترفت الناس
بهم، إذًا المسألة مش أن شعر النثر شعر أو لأ، لكن هل اللي بـ يكتبها شاعر ولا لأ،
وبصراحة سمير درويش شاعر.
أكثر حاجة عجبتنا في
الديوان اللغة والتركيز والأفكار المميزة، لكن بصراحة لازم نحذر من أن الديوان جرئ
شويتين وفيه معاني وكلمات ومشاهد قد تبدو محرجة لبعض الناس اللي مش متعودين يقرأوا
كتب عن علاقة الرجل بالمرأة.