The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

مسجد السيدة زينب: مكان شعبى وحالة أسطورية

مسجد السيدة زينب: مكان شعبى وحالة أسطورية
بواسطة
Ahmed Abd El Gawad

أول حاجة هـ تقابلك هناك عدد كبير من المحلات اللى
مرصوصة على الجانبين وفى الممرات اللى حول المسجد، مسجد السيدة زينب مكان تقدر
تقول عليه شعبى باقتدار، يعنى يأخذ درجة عشرة من عشرة فى التصنيف الشعبى، البيوت
هناك شوية قديمة لكن لها طرازها الخاص، الناس هناك لسه ما تأثروش بفكرة المدينة،
لسه عندهم إحساس وأخلاق أولاد البلد، علشان كده لسه عندهم فخر لما واحد شاب يقول لك
أنا من “السيدة”، فده معناه أنه بـ يفتخر بده يعنى رجل وعنده شهامة
ونخوة.

يمكن يكون وجود مسجد السيدة زينب هو اللى عمل كده ولا إيه
مش عارفين بجد، لكن اللى إحنا عارفينه فعلاً هو أن المشهد ده للسيدة زينب بنت على
بن أبى طالب يعنى أخت الحسن والحسين، وبعد معركة كربلاء -زى ما بـ تحكى لنا كتب
التاريخ– جاءت السيدة زينب إلى مصر وماتت بعدها بتسعة شهور ودُفنت فى المكان ده
وبدأت رحلة بناء المقام على قبرها من أول عهد الخليفة الفاطمى المعز لدين الله اللى
أمر ببناء المسجد على القبر ونقش عليه وعمل القبتين المشهورين للسيدة زينب –رضى
الله عنها– والمآذنة الطويلة المزخرفة بتاعتها.

وفى القرن العاشر الهجرى رمم المسجد الأمير عبد الرحمن
كتخدا، وبنى جنبه مسجد الشيخ عتريس وهو خادم السيدة زينب، ومنقوش على المقصورة
“يا سيدة زينب يا بنت فاطمة الزهراء مددك”، وبعد كده اهتمت أسرة محمد
على باشا بالمسجد ووسعته، وفضل المكان يتوسع ويتغير لحد وزارة الأوقاف ما عملت
التوسيع الأخير واللى بقى عليه المسجد دلوقتى.

عاوزين نقول لكم أن السيدة زينب واخدة كثير من الحكايات
الشعبية المشهورة عنها وعن أحوالها وكرامتها واللى لما تسمعها تحس أنك دخلت عالم ثانى،
عالم ما تعرفش عنه حاجة بالفعل ولازم تستغرب جدًا من تفاصيله وهـ نحكى لكم جزء من
التفاصيل دى، مبدئيًا المصريين عندهم اعتقاد كبير فى زيت القناديل اللى بـ يضيء
المسجد فى أنه بـ يشفى العيون، يعنى تحط من الزيت فى عينيك لو تعبانة تبقى تمام،
وده طبعًا اتعمل فى فيلم قنديل أم هاشم المشهور، فـ تخيلوا لو ده اعتقادهم فى زيت
القنديل أُمال اعتقادهم فى الشخصية نفسها عامل إزاى.

آه على الشخصية نفسها المصريين صنعوا حكايات حولها وهى
حكايات ديوان المظاليم، علشان كده سموها “صاحبة الديوان” والفكرة قائمة
على أنها بـ تجتمع كل سنة مع الرسول صلى الله عليه وسلم والإمام الحسين والإمام الشافعى
علشان يعملوا محاكمة لكل اللى بـ يحصل فى الحياة وينصروا الناس المظلومين ويجيبوا
حقهم، ودى اسمها المحكمة الباطنية.

وفيه كمان حكاية مشهورة أن وقت الاحتلال الإنجليزى على
مصر نزلت دانة من طيارة على المقام وتعلقت فوق المآذنة وما انفجرتش، والناس فضلت
تكبر وتهلل، لحد ما قدر الجيش أنه ينزلها وما حدش لحد دلوقتى قادر يفسر ليه الدانة
دى ما انفجرتش.

أما أكثر الحكايات غرابة فهى حكاية الشيخ عتريس، بـ يحكوا
أن فيه مرة من المرات كان فيه حفر فى منطقة قديمة قريبة من السيدة زينب علشان
يبنوا عمارة، والناس بـ تحفر فى منطقة مقابر وهما ما يعرفوش فسمعوا حد بـ يقول:
“حاسب وصلى على النبى” وما اهتموش وكمل الرجل حفر فسمع ثانى الجملة وكمل
حفر فـ أصيب بالشلل والناس تجمعت والشيوخ جاءت، فـ عرفوا أن اللى بـ يتكلم هو
الشيخ عتريس خادم السيدة زينب وأنه مدفون فى المكان ده ولما سألوه يعفو عن الراجل
عفا عنه والرجل رجعت إيده ثانى مافيهاش حاجة، ونقلوا الشيخ عتريس جنب السيدة زينب
وبنوا مسجد ثانى ومقام له.

هو ده الجو اللى هـ يلف حولك وأنت هناك، جو أسطورى.. وممكن
تقول جو شعبى.. وممكن تقول برضه جو ما تعرفش فيه إيه، لكن الأكيد فيه أنه جو لطيف من
الناحية الروحية والناحية الأسطورية والحكايات الجميلة اللى بـ تعبر عن جمال الشعب
ده وخياله العالى اللى ما له حدود.

مقترح