العين بالعين: دراما لبنانية “مهضومة” على شاهد
أعمال شاهد العين بالعين سيرين عبد النور مسلسلات عربية عن عالم الصحافةCairo 360
بمجرد عرض المسلسل اللبناني (العين بالعين) على منصة شاهد، احتل مركز متفوق في معدلات المشاهدة في مصر. والحقيقة أن المُشاهد المصري بيحس بألفة مع الدراما الشامية، سواء كانت لبنانية أو سورية، وعلى الرغم من اختلاف اللهجات، لكن الدراما اللبنانية كانت دايمًا قادرة على جذب انتباه المشاهد المصري، لدرجة أنها نافست الدراما المصرية في بعض الحالات النادرة، واتحدت معاها في حالات تانية زي ما شوفنا في مسلسل (كلام على ورق) اللي تم إنتاجه سنة 2014.
العين بالعين، بيحكي عن المصورة الصحفية نورا – قامت بالدور سيرين عبد النور- اللي بتجد نفسها في ورطة صعبة بعد ما بتلتقط صور مهمة لشخصية حساسة في لبنان، ومن بعدها بتدخل في سلسلة من المطاردات، ما بين العصابات اللي عاوزة تقتلها علشان الصور، والشرطة اللي بتحاول تقبض عليها لاعتقادهم أنها متورطة في حادث إرهابي.
على مدار سنين كانت العلاقة بين الشاشة وبين وظيفة الصحفي علاقة متوترة، لإصرار كُتاب الدراما على عرض تفاصيل في حياة الصحفيين العملية، أصبحت من الماضي خلاص. والخلط بين وظائف رئيس التحرير، مدير التحرير، المحرر، الصحفي. لكن في (العين بالعين) بنشوف جزء من الحياة الحقيقية للمصور الصحفي، طبعًا فيه مبالغات بسبب طبيعة الأكشن في المسلسل، لكن في النهاية مش بنشوف مصطلحات في غير مكانها أو تصورات غير حقيقية. وده معناه أن السيناريو وكتابة الشخصيات متعوب عليها.
قصة (العين بالعين) واللي كتبتها الكاتبة السورية سلام كسيري، مُكونة من عدة طبقات، وكل ما نكتشف أننا وصلنا للطبقة الأخيرة، نكتشف أن لسه فيه شخصيات أكتر، وأحداث أهم. وده وإن كان صعب شوية على المتابعين اللي عاوزين يتفرجوا على مسلسل خفيف سريع كله مطاردات وحركة، إلا أنه ممتع للمشاهد اللي مهتم أكتر بفكرة اللغز وحالة الأثارة اللي نجح المسلسل في خلقها.
كل ده كان هيكون صفر على الشمال، لولا الإخراج المتميز من رنده علم. ورنده على الرغم من قلة أعمالها -العين بالعين هو عملها الرابع- لكن من الواضح وبشدة، أن رنده مهتمة بكل تفصيله مهما كانت صغيرة، وقدمت كادرات أكثر من رائعة، وصورت في البيئة الطبيعية للأحداث ويكفي قدرتها على إدارة فريق الممثلين وعلى رأسهم رامي عياش وسيرين عبد النور.
سيرين عبد النور ما استغلتش جمالها علشان تحقق نجاحها في المسلسل، وطورت أدواتها التمثيلية علشان تقدم لنا أداء متميز، أما شخصية ظابط الشرطة اللي قدمها رامي عياش، وعلى الرغم من أن أداؤه للشخصية كان في المنطقة النمطية اللي شوفنا بيها ظباط شرطة كتير على الشاشة قبل كده، لكن بشكل عام يعتبر ممتاز، بالنظر لكونه مطرب بالأساس.
العين بالعين، مسلسل متعوب عليه، رتم أحداثه سريع، شخصياته متشابكة والدرامه فيه تستحق المتابعة. مشكلتنا الوحيدة معاه كانت في اختلاف اللهجة اللبنانية عن المصرية، وده خلانا نستعمل أحيانًا خاصية الترجمة للعربية الفصحى في (شاهد)، لكن لو كنتم معتادين على اللهجة، ننصحكم بمتابعة المسلسل فورًا.