-
توك شو
-
من الآن
-
ميلاد أبي رعد
Waleed Abuarab
للعام الثاني على التوالي قررنا نتابع حلقات برنامج الإعلامي طوني خليفة ونكتب مقال نقدي عنها ونرشحها بقوة للمشاهدة باعتبارها أهم حلقات حوارية مع أهم شخصيات المرحلة، وبـ نعترف بإنبهارنا وتحيزنا التام للشكل الاحترافي المتقن اللي بـ يتم تقديم برامج طوني خليفة به كل سنة من خلال شاشة قناة “القاهرة والناس”. وبـ نؤكد أن تحيزنا ده نابع فقط من عشقنا للاحترافية والاهتمام بالتفاصيل والحفاظ على هوية البرنامج وشخصيته المميزة سنة وراء سنة بدون ما يشعر المشاهد بالملل أو التكرار.
من بعد يناير 2011 قدم طوني في 3 رمضانات برامج تحمل أسماء ذات مغزى وذات علاقة مباشرة بالأحداث الجارية وأحيانًا تحمل تنبؤ باللي هـ يكون في الفترات القادمة. «الشعب يريد» في 2011 ثم «زمن الإخوان» في 2012 وأخيرًا «آسفين يا ريس» في رمضان 2013 واللي تم تصوير حلقاته بعد انتفاضة 30 يونيو اللي أطاحت بحكم الإخوان. وما يفوتناش المقصد الخبيث في اختيارات طوني لاسم البرنامج كل سنة ودلالته وتأثيره على نفسية الضيوف والمشاهدين. مثال في برنامج السنة دي، وبالرغم من اللي هـ تفهمه لما تتابع الحلقات أن البرنامج مش بـ يقصد “ريس” معين وأن كلمة “آسفين” ممكن الضيف يقولها لأي من الرؤساء السابقين، إلا أن وقع الجملة في الآذان للوهلة الأولى أكيد هـ يفكر الضيف والمشاهدين على حد سواء بالرئيس السابق حسني مبارك، خصوصًا بعد ارتباط كلمة “آسفين يا ريس” بصفحة مؤيديه على الفيسبوك. وبشكل ما يختار طوني ضيوف بـ يبقى عارف كويس أنهم قد يحملوا بعض الأسف أو الندم على أوضاع البلاد بعد سقوط مبارك ويتم توجيه أسئلة حساسة عن مواقف الضيوف المتغيرة من وقت للثاني وبـ يمارس طوني هوايته في توجيه الأسئلة بهدوء وبرود شديدين ويتبنى وجهة النظر المعارضة دائمًا ويتلذذ بانفعال ضيفه وانهياره أحيانًا.
البرنامج بـ يتكون من عدة فقرات تتلخص في توجيه أسئلة بصيغات مختلفة زي “لو كنت؟” أو “أصل وصورة” وفيها يتم التقاط بعض الصور للضيف وعمل تعديلات فيها بالفوتوشوب وتوجيه أسئلة بخصوصها، وفقرة “آسف على” وأخيرًا فقرة “آسف يا ريس” وبغض النظر عن تفاصيل الفقرات فهي في النهاية تهدف لتوصيل عدة أسئلة عن قناعات ومواقف الضيف اللي أكيد بـ تبقى معروفة للمشاهد مسبقًا وبـ يتم الاستعانة بفريق الإعداد القوي اللي بـ يجيب تصريحات الضيف السابقة وبـ يتم مواجهته بيها خاصة لو كانت متناقضة من وقت للثاني، ويتفنن طوني في توجيه الأسئلة المركبة بشكل متتابع وكأنها قطع دومينو ليتم غلق اللعبة ووضع الضيف في موضع لا يحسد عليه بعدما يجد نفسه في طريق مسدود فيتصبب عرقه ويساعد على ذلك حوض الدخان اللي بـ يستخدمه طوني لضيوفه في فقرة “آسف على” وتتدخل المؤثرات الصوتية والإضاءة لتكمل مشاهد الارتباك بشكل درامي محبب وبالطبع لكم أن تتخيلوا أثر ده على المشاهد ومدى استمتاعه بسخونة الحلقات وطبيعة الأسئلة الجريئة الممزوجة بتعبيرات وجه طوني وابتسامته المستفزة واللي بـ تحمل رسالة واضحة للضيف وهي: “أنت تكذب.. وأنت تعرف أنك تكذب”.. مش عارفين الأثر النفسي لشخص طوني بالضبط على ضيوفه لكن الأكيد هو أنه محترف جدًا وكونه لبناني الجنسية ويحمل هذا الكم من الثقافة والدراية بالشأن المصري فهو أمر مثير للتعجب والإعجاب، ومن رأينا هو أفضل من يحاور المصريين بخصوص توجهاتهم لأنه بـ يقدر يبقى متجرد تمامًا من أي انتماءات أيدولوجية ويحاول فقط تعرية ضيوفه فكريًا بدون أي أهواء شخصية، لذلك إحنا مصممين أن طوني خليفة هو واحد من أفضل الإعلاميين العرب وأكثرهم تركيزًا على غايته الإعلامية وأكثرهم تمسكًا بموضوعيته.
شكل البرنامج مش بـ يختلف كثير عن شكل برامج طوني في السنوات اللي فاتت، تيمة ميلاد أبي رعد في الإخراج والإضاءة والموسيقى المهيبة والإنتاج السخي لقناة القاهرة والناس والمنتج عز الدين فايز وستوديوهات Interactive المتميزة، هو برنامج تتوفر فيه كل مقومات النجاح، وبـ نتوقع أن تستمرحلقات طوني بعد رمضان زي ما عمل بعد رمضان اللي فات واستمر في تقديم حلقات بعنوان “أجرأ الكلام”.