The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فيلم Joker: Folie à Deux : ظل باهت للجزء الأول

محمد البدري

فيلم Joker: Folie à Deux، اللي كان واحد من أكثر الأفلام المنتظرة في 2024، لدرجة إننا عملنا Reminder على التليفون بمعاد الإعلان عن الفيلم، لكن لما شوفناه للأسف ماكانش على مستوى التوقعات العالية اللي بناها الجزء الأول. بالعكس، الفيلم كان خيبة أمل كبيرة لكل اللي حبوا Joker 2019. الفيلم اللي كان المفروض يكون استكمال لرحلة شخصية آرثر فليك وتحولاته النفسية، اتجه في مسار مشوش تمامًا وضيّع كل اللي كان مميز في الجزء الأول.

على الرغم من إننا لو اتكلمنا عن قصة الفيلم اللي بتورينا كواليس محاكمة الجوكر، وتأثير دخول عنصر نسائي فوضوي إجرامي مختل، وبيأثر على مجريات الأحداث بالكامل، هنلاقي أننا قدام قصة قوية. لكن تحويل القصة دي على الشاشة كان فيه مشاكل كتير.

أول وأكبر مشكلة هي إدخال شخصية هارلي كوين، اللي قدمتها ليدي جاجا. الإضافة دي قلبت موازين الفيلم بشكل سلبي جدًا. وجود مشاهد موسيقية وأداءات غنائية حول الفيلم من عمل درامي عميق لشيء أقرب للكوميديا السوداء الفاشلة. المفروض إننا بنتابع قصة شخصية مختلة عقليًا بتغرق أكتر وأكتر في الجنون، لكن بدخول هارلي كوين والتصاعد الدرامي الغريب، الإيقاع ضاع تمامًا. الفيلم اتحول من فيلم نفسي معقد لفيلم شبه استعراضي بارد وبدون أي عمق.

حتى شخصية الجوكر نفسها، اللي كان ليها حضور قوي جدًا في الجزء الأول، اتعرضت لتشويه هنا. في الجزء الأول، آرثر فليك كان شخصية معقدة ومفككة، وشفنا ازاي المجتمع ساهم في انهياره. لكن في الجزء التاني، الجوكر فقد كل العمق النفسي اللي ميّزه. شخصية الجوكر بقت أقرب لكاريكاتير مبتذل بدل ما تكون الشخصية المظلمة والمفككة اللي حيرت الجمهور وأثارت إعجاب النقاد. الفيلم كأنه اختار يفرغ شخصية الجوكر من ثقلها الدرامي ويقدم لنا نسخة سطحية جدًا منه.

كمان من الحاجات اللي خلت الفيلم ده يفقد تماسكه هي التشتت الواضح في السرد. Joker 2019 كان بيبني التوتر بشكل تدريجي ومتصاعد، وده اللي خلا كل لحظة فيه مؤثرة وفعالة. أما في Folie à Deux، الفيلم كان متردد بين الرومانسية والعنف النفسي وبين الكوميديا الغنائية، وده خلانا نحس اننا بتفرج على فيلم مش قادر يقرر هو عايز يكون إيه بالظبط. السرد كان مشوش والإخراج كان عشوائي، لدرجة إن بعض المشاهد كانت مضحكة رغم إنها مفروض تكون مأساوية.

الأمر مكانش متعلق فقط بالقصة أو السرد، حتى التوجه الإخراجي نفسه كان فيه أزمة. تود فيليبس حاول يخلق تجربة بصرية جديدة بإدخال عناصر موسيقية واستعراضية، لكن النتيجة كانت كارثية. بدل ما يضيف بعد فني للفيلم، التوجه ده خلى الفيلم يظهر كأنه عمل غير متجانس تمامًا. الحوارات والمشاهد كانت بتتراوح بين الجدية المبالغ فيها والفوضى البصرية اللي مالهاش أي معنى.

وبعد ما كان الجزء الأول بارع جدا من حيث الديكورات وتصميم المشاهد في تصوير المدينة المُرهقة من سيطرة الجريمة المنظمة، وحالة الاكتئاب والخوف على وجوه سكانها، وخلونا نشوف – ونتعاطف أحيانا- مع خروج الجوكر من الأجواء السوداوية دي، الجزء التاني كان مايل أكتر في مشاهده للفانتازيا، وده خلاه منفصل عن الواقع ومش عارف يعبر عنه كويس.

من ناحية تانيه الكاتبة ياسمين العشري كان لها نظرة مختلفة شوية عن الفيلم، وربطت بينه وبين فيلم حدوته مصرية ليوسف شاهين من حيث رحلة البطل في كلا العملين والمشاكل اللي بتواجهه.. قسمت ياسمين التشابه بين القصتين في تلات نقاط هي:

الأم كمصدر للمعاناة: في كلا الفيلمين، الأم هي السبب الرئيسي في الجروح النفسية العميقة التي تعاني منها الشخصيتان الرئيسيتان. التنمر، الرفض، وعدم الاحتواء شكلوا معاناة آرثر ويحيى منذ الطفولة، ما جعلهم يعانون من الوحدة والشعور بالعزلة.

وثانيًا: الهجر والتنمر المجتمعي: كل من آرثر ويحيى عانيا من رفض المجتمع وعدم القبول، ما زاد من تعميق جروح الطفولة. آرثر واجه التنمر من المجتمع الخارجي الذي قابله بالعنف، ويحيى وجد نفسه مرفوضًا من أسرته ومجتمعه، ما عمّق من شعوره بالهجر.

وثالثًا: التحول النفسي: آرثر في Joker يتحول إلى شخصية “الجوكر” العنيفة نتيجة التراكمات النفسية والعاطفية التي واجهها، وهي مشابهة للتحول الذي عاشه يحيى، حيث يظهر كشخص متناقض، يتأرجح بين العبقرية والضياع العاطفي، مما يعكس جروحه الداخلية وعدم استقراره النفسي.

ومن وجهة نظرنا. ان الفيلم فكرنا بقصة الراجل اللي كان عنده فرخة بتبيض بيضة دهب. ولما دبحها علشان ياخد السبيكة كلها مرة واحدة. مالقاش حاجه وخسر البيضة اليومية. غني عن التعريف ان الجزء الأول هنا هو البيضة الدهب. أما Joker: Folie à Deux فا للأسف.. بيضة صفيح.

وملخص رأينا في Joker: Folie à Deux  إنه كان تجربة سينمائية فاشلة من كل النواحي. القرارات الإخراجية السيئة، الأداء السطحي للشخصيات، والإيقاع المشتت، كل ده خلى الفيلم يكون مجرد ظل باهت للجزء الأول. الفيلم كان فرصة ضايعة لمواصلة استكشاف شخصية الجوكر بشكل أعمق، لكن بدل كده، كل اللي حصل هو تقديم عمل فاقد للهويّة. وفي اعتقادنا انه هاينضم للأفلام اللي هايتنكر لها عشاق السلسلة وهايتم تجاوزه وإنتاج فيلم تاني أفضل على كافة الأصعدة.

أكتب تقييم

أضف تعليقاً

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

مقترح