واحد تاني
فيلم واحد تاني.. رجَعوا لنا أحمد حلمي “التاني”
أحمد حلمي أفلام أحمد حلمي أفلام كوميدية سينمات القاهرة فيلم واحد تاني نقد فيلم واحد تانيفي زمن من الصعب فيه أننا نوصف فنان أنه (ذكي)، بيؤكد أحمد حلمي إنه فنان يستحق الوصف ده، لأنه قدر يطور من موهبته على مدار السنين، واشتغل مع كبار نجوم السينما والمسرح، لحد ما أصبح له جمهوره الخاص، وبصمته السينمائية المميزة، وقطاع عريض من الأسر المصرية والعربية اللي بتدخل أفلامه وهي مغمضة، علشان عارفة أنها هتشوف كوميديا أسرية راقية وشبابية في نفس الوقت. ودي حاجة مش سهل أنها تحصل حاليًا.
لكن هل الذكاء لوحده قادر أنه يكون السبب في نجاح (واحد تاني)؟ الـ(جوكر) اللي مكتسح إيرادات عيد الفطر ٢٠٢٢ ؟ للأسف المرة دي إحنا مش شايفين كده. وتعالوا نقول لكم ليه..
“واحد تاني” بيحكي عن (مصطفى)، الأخصائي الاجتماعي في مصلحة السجون، واللي بيعيش حياة مملة جدًا، مافيهاش أي تغيير. في يوم بيتلقى دعوة من أصحاب زمان علشان يقابلهم، ويفكروه بشخصيته اللي كانت أيام الجامعة، وهي شخصية (أكس) الشاب الروش المجنون اللاسع اللي مش فارق معاه حاجة. ومن هنا بيفكر مصطفى أنه يستعيد شخصيته القديمة من خلال اختراع فانتازي بيدله عليه صديقه (لعب دوره أحمد مالك) لكن بسبب مشكلة، بيحصل خلط بين الشخصيات، بحيث كل مرة ينام فيها (مصطفى) النمطي التقليدي، بيصحى فيها (إكس) النشيط المتحرر.
لما بنكتب ملخص القصة على الورق مش بنقدر نتمالك نفسنا من الضحك على كم المواقف الكوميدية اللي ممكن تخرج من المزيج ده. لكن لما بنتفرج على أحداث الفيلم بنحس أنه لم يتم استغلال المفارقات دي بشكل إبداعي مناسب. على الرغم من أن مؤلف الفيلم هو هيثم دبور، صاحب أعمال زي (وقفة رجالة) و (فوتوكوبي) و(عيار ناري). لكن من الواضح أن دبور كان محتاج يكثف الكوميديا أكتر من اللي شوفناه على الشاشة، ويتعب نفسه أكتر في استغلال كل المواقف اللي ممكن تنتج عن الحالة الغريبة دي علشان يعمل لنا كوميديا أفضل من اللي شوفناها.
وعلشان مافيش مجهود كبير في الكتابة، لجأ دبور للتلميحات الجنسية، اللي احتلت مشاهد كاملة في أكتر من مرة في الفيلم. ودي حاجة جديدة على سينما أحمد حلمي اللي عودنا على الكوميديا اللي مش بيتكسف أفراد الأسرة كلهم أنهم يتابعوها. والصراحة أن الكوميديا المعتمدة على (الأباحة) وإن كانت – لازم نعترف- مضحكة أحيانًا، لكنها مش بتعجب كل الجمهور، ومش (بتربي زبون) بينها وبين المشاهدين، اللي حتى لو ضحكوا في وقتها، مش هتسيب عندهم علامة دائمة.
وحتى مع اللعب بسلاح الإيفيهات إياها، فشل الفيلم في أنه يقدم الجرعة الكوميدية المُعتادة من أفلام حلمي، وحسينا أن فيه استسهال كتير في رسم الشخصيات المساندة للبطل. لدرجة أن دور الممرضة ليندا (نسرين أمين) كان ممكن يتم إزالته بالكامل دون التأثير على السيناريو. وحتى مساحة دور روبي، كانت أقل بكتير من حجمها كفنانة. ولو كان تم استبدالها بأي بطلة تانية كانت الدنيا هتستمر بدون اختلاف.
النقطة المضيئة الوحيدة في الأدوار التانية في “واحد تاني” هي نور إيهاب. والحقيقة أن نور فنانة شابة موهوبة. إحنا متابعينها من أيام دورها في مسلسل (اختيار إجباري) ودورها المميز فيه. ده غير أدوار تانية لها.
كنا متوقعين أحسن من كده من محمد شاكر خضير مخرج الفيلم، خاصة أنه أخرج قبل كده أعمال زي مسلسل في كل أسبوع يوم جمعة، ومسلسل جراند أوتيل. والحقيقة أنه استعمل أدواته كمخرج بشكل فيه اجتهاد، واستعمل الجرافيكس والخدع بذكاء يُحسب له زي خدعة تغيير شكل شعر حلمي في الربع الأخير من الأحداث. لكن من أمتى الجرافيكس والخدع لوحدها بتعمل فيلم حلو؟!
“واحد تاني” فيلم كان محتاج شُغل أكتر من كده. على صعيد الكتابة أولًا، والإخراج ثانيًا، وطبعًا الأداء التمثيلي، مع الابتعاد عن الإيفيهات اللي فوق 18، واللي كانت ممكن تخلي حلمي.. “واحد تاني”.