باب الفتوح: بوابة مدهشة هتنقلك لتاريخ القاهرة القديمة وأسرارها
أبواب القاهرة أسوار القاهرة الحروب الصليبية العمارة الفاطمية باب الفتوح بدر الجمالي تاريخ القاهرة تاريخ مصر شارع المعزCairo 360
الصورة: إبراهيم قاسم
لو عديت من شارع المعز لدين الله الفاطمي، أكيد هتقابل بوابة عظيمة اسمها “باب الفتوح”. البوابة دي مش مجرد مدخل عادي، دي قطعة من تاريخ القاهرة الفاطمية ومثال نادر على العمارة العسكرية في العالم الإسلامي قبل زمن الحروب الصليبية. تخيل إن الجيوش كانت بتخرج من هنا للفتوحات وترجع منتصرة من باب النصر، علشان كده الاسم “باب الفتوح” فضل معاه لحد النهارده، رغم إنه كان مكتوب عليه اسم “باب الإقبال” في النص التأسيسي.
البوابة اتبنت سنة 1087 ميلادي (480 هجري) في عهد الخليفة المستنصر بالله، والفضل في بنائها يرجع لوزيره القوي بدر الجمالي. باب الفتوح موجود عند بداية شارع المعز، قريب جدًا من جامع الحاكم بأمر الله. ولما تعدي من البوابة دي، كأنك بتدخل في حكاية قديمة مليانة أسرار.
اللي بيخلي الباب مميز جدًا تصميمه. البرجين اللي على شكل نص دايرة حواليه مش بس شكلهما حلو، لكن كمان كان ليهم دور دفاعي مهم. فوق المدخل فيه عقد مزين بزخارف على شكل معينات متداخلة، وكل معين عليه نقش محفور بدقة. وكمان، تخيل إن الأرضية فيها فتحات كانوا بيصبوا منها الزيت المغلي على الأعداء لو حاولوا يهاجموا المدينة.
وفيه حاجة تانية مش الكل يعرفها، الباب ده كان جزء من خطة معمارية عبقرية لأسوار القاهرة، اللي كانت بتربط بينه وبين “باب النصر” بطريقين، واحد فوق السور وواحد تحته. الشوارع دي مش بس كانت للدفاع، لكنها كمان بتوريك قد إيه المصريين زمان كانوا بيبدعوا في العمارة والهندسة.
فيه كلام كمان عن اسم الباب. بجانب حكاية الفتوحات، فيه ناس بيقولوا إن اسمه ممكن يكون ليه علاقة بالتجار المغاربة اللي كانوا بيدخلوا منه. والغريب إن أسماء أبواب القاهرة، زي باب الفتوح وباب النصر، بتتشابه مع أسماء أبواب مدينة فاس في المغرب، وكأن القاهرة اتأثرت بفاس في إنها تكون مدينة علمية بفضل جامع الأزهر زي ما فاس كانت مع جامعة القرويين.
“باب الفتوح” مش بس بوابة قديمة، ده شاهد على قوة وتاريخ مدينة القاهرة، واللي لحد النهارده الناس بتعدي من تحته وهي مش مدركة عظمة التفاصيل اللي حواليها.