شارع الألفي.. باريس في قلب القاهرة
أهم مباني شارع الألفي تاريخ شارع الألفي حكايات شوارع وسط البلد شارع الألفي شوارع وسط القاهرةMohamed Talaat
الصور من موقع محافظة القاهرة
كل شارع في وسط القاهرة له حكاية تاريخية مثيرة، بتروي كتير عن تاريخ العاصمة المصرية وبتعرفنا إزاي القاهرة كانت –ولا زالت- أقرب لمتحف مفتوح تقدر من خلاله تعرف كل شيء عن مصر وأهلها وحبهم للفن والثقافة والحياة. وشارع الألفي مش مجرد واحد من أشهر شوارع وسط البلد، لكنه تاريخ وحياة كاملة، تعالوا نتعرف على الحكاية التاريخية للشارع ده.
لما تعدي في يوم من شارع الألفي، لازم تعرف كويس إنك في مكان مميز جدًا، له تاريخ حقيقي، ومهم تعرف كمان إنك في واحد من أهم وأرقى شوارع القاهرة، وسط مباني عظيمة بيرجع تاريخها إلى عشرينيات القرن اللي فات، وبتوثق لعصر النهضة في باريس والعصر الذهبي في مصر، بتتميز بروعة البناء، وبالتفاصيل المعمارية المدهشة.
وفي السنوات الأخيرة، وضمن مشروع المحافظة على طبيعة القاهرة المعمارية، تم تجديد الشارع وإعادة رسمه، وإخلاؤه من الباعة الجائلين، وزرع الأشجار في أركانه، ووضع نظام إضاءة جديد، وتم استبدال المقاعد الخشبية برصيف من الجرانيت.
وبحسب تقرير نشره مؤخرًا موقع المصري اليوم، بيعتبر شارع الألفي من أكبر ممرات وسط القاهرة، وبيبلغ طوله 135 متر وعرضه 22 متر، وبيربط بين ميدان عرابي وشارع عماد الدين، وبالرغم من صغر طول الشارع لكنه له تاريخ عريق وشهد أحداث مهمة بتمثل علامة فارقة في التاريخ المصري، بداية من الحملة الفرنسية وحتى حريق القاهرة 1952.
بيحتوى شارع الألفي على كتير من المطاعم القديمة والمقاهى الحديثة، زي مقهى أم كلثوم، وحلويات الفاليرو، ومطعم الألفي بك.
تم تخطيط الشارع ده في عهد الخديو توفيق، وقت إنشاء منطقة التوفيقية، وكان بيطلق عليه لحد سنة 1906، شارع توفيق، لحد ما أصبح شارع الألفي، وكان من أشهر شوارع الفن والمسرح في العهد الملكي.
مين هو الألفي بك؟
بتعود تسمية الشارع للأمير المملوكي، محمد بك الألفي، اللي عاصر الحملة الفرنسية، ونازع محمد على باشا على حكم مصر، بدعم من الإنجليز.
وبيعتبر محمد بك الألفى آخر أمراء المماليك، وهو أحد مماليك مراد بك، اللي وصل لمصر مع أحد التجار، وقدر يحقق شهرة ومكانة كبيرة خلته منافس للوالي محمد علي، على عرش مصر، لدرجة إنه قيل إن الدولة العثمانية كانت بتخاطبه هو بدل محمد علي، رغم أنه كان والي على مصر في الوقت ده.
وكان الألفي بك بيمتلك قصر عملاق بيقع على ناصية الشارع، أمام بركة الأزبكية، واتخذه نابليون بونابرت مقرًا للحكم، وفي عهد الخديو إسماعيل، تم ردم القصر وتم تحويله لحديقة عند إنشاء دار الأوبرا.
أشهر معالم الشارع
ومن أشهر معالم الشارع الألفي “مطعم الألفي بك”، وهو في الأصل مسرح برنتانيا القديم، وكان من أكبر مسارح القاهرة، وبدأ العمل فيه مع افتتاح الشارع سنة 1906، واتغير اسمه سنة 1918 وأصبح مسرح تيفولي، لكن بعد كده تم هدم المبنى واتبنى مكانه مبنى بيضم مطعم الألفي، وفوقه ملهى شهرزاد، وجزء منه بتحتله سينما كايرو، وللمبنى ده ثلاث واجهات؛ الأولى على شارع الألفى اللي فيها المطعم، وواجهة تانية مطلة على شارع زكريا أحمد، والثالثة بتطل على شارع سراى الأزبكية اللي فيه سينما كايرو.
موجود في الشارع كمان فندق ويندسور، وبالتحديد في 19 شارع الألفي، واللي اتبنى في مطلع القرن العشرين كحمامات للأسرة المالكة، وبعدها اتحول لنادي للأعيان، وكان مكان مفضل للضباط الإنجليز قبل الثورة، وهو فندق 3 نجوم كان مشهور بببار “باريل”، وتم تصوير عدد كبير من الأعمال الفنية في المبنى ده.
الشارع ده كان فيه زمان سينما اسمها حديقة ركس، لكنها اتهدت واتبنى مكانها مبنى هيئة التأمينات، ومن سنة 1957، وعلى ناصية شارع عماد الدين مع الألفي، موجود عمارة عدس اللي كانت في الأصل مسرح الكورسال، اللي ابتنى سنة 1913، وعلى المسرح ده وقف عمالقة الفن المصري زي نجيب الريحاني وغنت عليه أم كلثوم سنة 1932.