كتب: رامي سليمان
من الوهلة الأولى لازم تحس إن بتّاو مطعم من المطاعم اللي بتعمل أكل شرقي بأسعار مبالغ فيها على الفاضي وبتعتمد على حب الناس للنوع ده من الأكل. الحقيقة إن الموضوع عكس كده خالص، بتّاو قدر يبهرنا بأطباقه الشرقية معمولة بأفكار مبتكرة زي الكبة بقرع عسل وتبولة بالكينوا، ومعاهم بطاطا حلوة بالطحينة وتشيز كيك مهلبية.
بتّاو فاتح في وسط زحمة شارع الميرغني-هليوبوليس، وأكيد هتخبطوا فيه بسهولة بفضل الباب الأزرق الضخم. أما أجواء بتّاو فماشية مع المنيو المبتكرة، والديكورات زودت من الأحساس بالهدوء والراحة في المكان بلمسات شيك من الخشب، والأثاث والديكورات بألوانهم الفاتحة المريحة للعين، والكلام ده حسيناه كمان في القعدة الأوت دوور.
طبعًا مافيش حاجة تمنع إننا نقزقز شوية بطاطا حلوة بالطحينة وإحنا بنتفرج على المنيو. الطحينة مع البطاطا الحلوة المهروسة عملوا طعم روعة وقوامها كان قريب من الحمص بنكهته المسكرة وطعم المكسرات. مين فينا كان يتخيل إن البطاطا والطحينة يمشوا مع بعض بالطريقة دي؟
بعد الدلع اللي فات طلبنا طبق سجق (55 جنيه) ومعاه طبقين شيش طاووق (85 جنيه) وكباب حلّة (125 جنيه).
السجق البلدي ومعاه فلفل ألوان وطماطم شيري كان ولا أروع. الصنوبر كمان عمل طعم مميز، ويا سلام على دبس الرمان والبصل المشوي اللي أضافوا نكهة مسكرة للسجق مع الكزبرة الممسوحة بشوية زبدة. جمال الطبق مش معتمد على نكهة المكونات الجميلة وبس، السجق نفسه كان تحفة وشكله يفتح النفس، ودي حاجة صعب تلاقيها في السجق.
نروح للشيش طاووق اللي بيتقدم على عيش بلدي مفتوح ومعاه طبق تومية صغير تحفة وشوية ويدجز مرشوش عليهم دقة وبصل. تسوية الطاووق على الفحم كمان كانت هايلة والفراخ طلعت طرية ولها طعم لذيذ.
أما كباب الحلّة فكان عبارة عن مرقة فيها مكعبات لحم بتلو وبطاطس وبصل وجزر، وكلهم عايمين في صوص البيف البُنِّي الغني بالتوابل والبهارات، وبيتقدم مع الطبق أرز أبيض سادة. الطبق بشكل عام كان هايل وتتبيلته عال العال وبيقدم لعشاق الأكل المصري أكلة محصلتش، بس أكتر حاجة عجبتنا كانت جودة اللحمة الرهيبة.
خلصنا الأكل مع فطيرة ميكس توت (70 جنيه). الفطيرة الرائعة عجينتها كانت غنية ومقرمشة وعليها سكر بودرة وكسترد توت في نص الفطيرة بحيث تقدر تفرشهم على كل جزء من الفطيرة براحتك. الفكرة هنا إن الفطيرة كبيرة وتكفي أكتر من أربعة أفراد، ولازم لازم لازم تجربوها لو بتحبوا الحلويات المليانة بالكريمة والفاكهة.
زيارتنا لبتّاو بجد تستحق الإشادة. الأجواء هايلة والديكورات واختيار المزيكا تحفة، بس بصراحة الأكل كان قصة لوحده. الابتكارات اللي عملوها في كلات المفروض إنها كلاسيكية ومش بتتغير ملهاش مثيل في أي مكان تاني وتستحق الأسعار الغالية.
