-
داخل مول العرب
-
لبناني
-
Dina Mokhtar
المطبخ اللبناني من المطابخ اللي المصريين بـ تحبها، وعلشان كده لو حاولنا نعد المطاعم اللبنانية في القاهرة مش هـ نعرف، لأنهم كل يوم بـ يزيدوا واحد، يعني في منطقة أكتوبر والشيخ زايد لوحدهم ما يقلش العدد عن 20 مثلًا موزعين على المولات ومجمعات المطاعم، أحدث المطاعم اللي وصلت المنطقة دي، وبالأخص في مول العرب مطعم فارايا – Faraya.
المطعم الموجود بجانب مطعم بول بـ يتميز بديكوراته الراقية؛ إحنا شخصيًا مش من هواة المطاعم الموجودة داخل المولات لأننا بـ نحس أننا قاعدين في مول، إلا أن تصميم المكان –وبالذات في الجزء الداخلي من المطعم اللي بـ يطل على النافورة في منتصف المول- نقلنا من الإحساس ده؛ اللون الأبيض هو الغالب على الديكور، وهو لون حوائط المطعم، أما الأثاث فالكراسي رمادية ومبطنة، الترابيزات من الخشب الأسود، ولكن سطحها عبارة عن مرآة وبالتالي ساعدت أن المكان يكون مضئ ومبهج.
المنيو مش معقد؛ فيه كل المعتاد في المطاعم اللبنانية، عدد الأطباق الرئيسية والطواجن مش كبير مقابل المقبلات –وخصوصًا الساخنة اللي طلبنا منها كبد فراخ بدبس الرمان (38 جنيه)، أما من الأطباق الرئيسية طلبنا مشاوي مشكلّة (125 جنيه) وطاجن فريك بالسمان (76 جنيه).
بعد مدة طويلة جدًا توقعنا يكون الأكل فيها جهز، جاء الجرسون ومعاه فواتح شهية بـ يقدمها المطعم قبل الأكل، وهي عبارة عن طبقين غموس صغيرين، واحد فيه سلاطة بابا غنوج والثاني لبنة ومعهم عدد 2 باتون ساليه مقسومين لاثنين –إذا ما كانوش واحدة ومقسمة لأربعة- ومدسوسين داخل السلاطات، بصراحة حجمهم ومنظرهم العام مضحك، ده غير أنهم حتى غير متناسبين مع حجم السلاطات نفسها، بغض النظر عن الحكاية دي السلاطات كانت هائلة؛ البابا غنوج كانت مشبعة بنكهة شواء الباذنجان ودي حاجة إحنا بـ نحبها، أما اللبنة فهي كمان كانت فريش، لونها كان أقرب للوردي وده خلانا نعتقد أن فيها طماطم أو شطة إلا أننا ما حسيناش بأي نكهة منهم في اللبنة وخصوصًا أن طعم زيت الزيتون وحبة البركة اللي عليها كان قوي بس لذيذ.
بعد مدة مش قليلة –إحنا بـ نتكلم في نصف ساعة مش دقائق- وصلت الأطباق الرئيسية وطبق المقبلات، كبد الفراخ بـ ينزل معاها سلة عيش لبناني بالسمسم وحبة البركة، العيش كان سخن وفريش ومناسب جدًا مع فاتح الشهية، واللي كان متوسط في الجودة: تتبيلة كبد الفراخ كانت ممتازة وكذلك تسويتها، إلا أننا افتقدنا طعم دبس الرمان اللاذع ، وحسينا أن الصوص كان مسكر أكثر من كونه حادق.
الأطباق الرئيسية اللي جربناها كانت ممتازة؛ طاجن السمان بالفريك كان شهي: الفريك تسويته كانت مضبوطة وكذلك السمان، ده بالإضافة إلى أن الطاجن كان حجمه كبير، أما المشاوي فما كانتش أقل من حيث الجودة، الطبق مكون من شيش طاووق، وكباب وكفتة ومعهم طبق جانبي واحد (اختيارك من أرز، خضروات أو بطاطس مقلية) وإحنا طلبنا الأخيرة. كان نفسنا أن البطاطس المقلية تكون فريش أو الأحسن بطاطا حارة، إلا أنها كانت فارم فريتس وعليها شوية توابل، أما المشويات نفسها فنقدر نقول أن فارايا بـ يعمل أطرى وأحلى كباب وشيش طاووق: كانوا مشبعين بالعصارة وسهلين في المضغ والتقطيع ده بجانب تتبيلتهم المضبوطة، الكفتة للأسف كانت خارج المنافسة، لأن نكهة الضأن فيها كانت قوية جدًا ودهنها كان كثير.
للتحلية طلبنا مفروكة بالقشطة (48 جنيه)، والمفروكة للي ما يعرفهاش عبارة عن عجينة من الفستق وماء الورد وفوقها طبقة من القشطة، طبقة الفستق كانت ممتازة، صحيح للوهلة الأولى بـ تحس بنكهة ماء الورد القوية، إلا أن طعم الفستق كان واضح، طبقة القشطة ما كانتش سميكة وده في حد ذاته ميزة لأنها كانت متناسبة مع سُمك طبقة الفستق، إلا أننا حسينا أن الطبق كان ناقصه سكر ككل: نعتقد أن السكر كان ناقص من طبقة الفستق، لأن القشطة مش متوقع أنها تكون مسكرة.
بغض النظر عن العيوب البسيطة في الأكل، واللي ممكن نتغاضى عنها لأن من خلال تجاربنا عارفين أنها ولا حاجة بالنسبة لعيوب في أماكن ثانية، إلا أننا نعتقد أن المشكلة الحقيقية في المكان ده موجودة في إحساس القائمين على الخدمة بالزمن؛ لأننا قعدنا في موال طلب الحساب وأخذ الأكل Take Away ما لا يقل عن ساعة إلا ربع، صحيح أسلوب الخدمة والتعامل لطيف جدًا وأكثر من محترف، إلا أن البطء ده مشكلة لازم تتحل.