معرض “ملامح إنسانية” بقاعة الزمالك للفن
قاعة الزمالك للفن: معرض ملامح إنسانية لطارق الكومي
-
11 شارع البرازيل
-
معارض
-
-
10:30 صباحاً - 9 مساءً
Dina Mokhtar
أجمل حاجة في قاعة الزمالك للفن – Zamalek Art Gallery أن فيها قاعتين، كل واحدة فيها معرض مختلف؛ بعكس جاليريهات كثير لها قاعة واحدة. فتخيل بقى لما تبقى المتعة البصرية مضروبة في اثنين؟ من أسبوع كتبنا مقال نقدي عن معرض الفنان عماد إبراهيم "المولد"، والأسبوع ده زرنا معرض للنحات طارق الكومي وهو بعنوان "ملامح إنسانية".
بالرغم من أننا مش من المتابعين الدائمين لمعارض الأعمال النحتية، إلا أننا بمجرد ما شفنا الأعمال على صفحة الجاليري على الفايسبوك، حسينا أن أعمال الفنان مألوفة بالنسبة لنا وتشجعنا أننا نأخذ جولة في المعرض. كان طبيعي جدًا أن أعمال الفنان تبقى مألوفة بالنسبة لنا، لأن الفنان له أعمال كثيرة معروضة في أماكن عامة كثيرة زي تمثال عبد الوهاب وأم كلثوم بدار الأوبرا المصرية، بالإضافة لتماثيل ثانية كتير زي مكتبة مبارك ومتحف الطفل.
عادة الفنان طارق الكومي بـ يهتم في أعماله الفنية بالإنسان وطاقته الداخلية، وبالرغم من أن غالبية أعماله عبارة عن منحوتات معدنية مصمتة، إلا أنه بـ يحاول أنه يخزن فيها طاقة إنسانية بأحاسيس مختلفة (خوف، فرح، يأس… إلخ)، وعن طريقها تنتقل الطاقة دي للمشاهد. معرض "ملامح إنسانية" أعماله بـ تتنوع خامتها بين البرونز، والنحاس الأحمر المطروق.
أبهرنا قدرة الفنان على تشكيل منحوتاته المجردة من غير ما تفقد معناها، وخصوصًا المنحوتات اللي ملمسها ناعم. أول عمل لفت نظرنا كان من البرونز المتأكسد، عبارة عن رأس إنسان مجردة المعالم، إلا أن حدة رسمة الأنف واستقامتها وزاوية ارتفاع كتلة الرأس أوحت لنا بالشموخ والاعتزاز بالنفس. نفس الإحساس وصل لنا من عمل برونزي بـ يمثل سيدة على حصان وهو من التماثيل اللي لاحظنا أن الفنان مزج فيها بين الخطوط الحادة المتمثلة في جسم السيدة وجسم الحصان اللي خطوطه انسيابية جدًا وناعمة؛ وبالرغم من اختلاف خطوط عنصري التمثال، إلا أنهم اتحدوا بسلاسة شديدة في قاعدة التمثال ككتلة واحدة بـ توحي بالارتكاز والثبات.
معظم المعروضات صغيرة الحجم نسبيًا، ولكن ده ما يمنعش أن فيه حوالي أربع تماثيل بالحجم الطبيعي أو أكبر كمان. عجبنا منهم واحد من النحاس الأحمر المطروق والمغطى بورق الذهب لسيدة، وبالرغم من أن التمثال مجرد، إلا أن تفاصيل الخامة نفسها وملمسها مبهر. من نفس الخامة، ولكن بدون ورق الذهب، تمثال ثاني يوحي بالكآبة لسبب ما، يمكن ملمس النحاس المطروق ولونه بالإضافة لتفاصيله الحادة وخصوصًا في طريقة نحت الوجه الهندسية الحادة بالرأس المرفوعة للأعلى أعطتنا انطباع كأن التمثال في حالة عذاب وبـ يستنجد.
من ضمن التماثيل "المعذبة" تمثال لجالس من نفس خامة التمثال السابق، بنفس الخطوط الحادة ولكن مش في الوجه المرة دي، في جسم التمثال نفسه، أما الرأس فكانت نسبتها أصغر من الجسم بطريقة ملحوظة ومثبت في قمتها مجموعة من المسامير، لسبب ما المسامير دي أوحت لنا بالغضب ووترتنا. للتمثال خلفية منفصلة من المعدن اللي ما عرفناش نحدد نوعه ولكن ملمسه المتآكل وتكوين الخلفية نفسها كانوا مبهرين بالنسبة لنا.
آخر تمثال لفت نظرنا كان لسيدة في وضع الجلوس؛ بالرغم من أن معظم التماثيل اللي في نفس الوضع مرتكزة في منتصف قاعدة العرض، إلا أن التمثال ده كان له وضع خاص، فالسيدة كانت مرتكزة على حافة قاعدة العرض. التمثال بالرغم من بساطته الشديدة إلا أن خطوطه الناعمة ووضع الجلوس يوحي بالأنوثة والإغراء. وده التمثال اللي فعلًا أبهجنا لدرجة أننا ما قدرناش نمنع نفسنا من أننا نبتسم ابتسامة واسعة بعد حالة التركيز والجدية الشديدة لبستنا أثناء جولتنا في المعرض.
ما تخيلناش عمرنا أن خطوط بسيطة ومجردة ممكن تنقل لنا كل المشاعر دي في جولة مدتها 30 دقيقة، وده أكبر دليل على نجاح الفنان طارق الكومي ومعرضه اللي ما يتفوتش.