-
يوسف زيدان
-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
40 جم
-
مكتبات دار الشروق
Mohamed Hassan
أي حد متابع الرواية العربية الحديثة أكيد سمع عن “عزازيل”. الرواية دي عملت
ضجة في مصر لما صدرت في 2008 علشان تناولت الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة في
أوائل القرن الخامس الميلادي. ورغم الجدل اللي ثار حولها فازت الرواية بالجائزة
العالمية للرواية العربية كأفضل رواية عربية لعام 2009.
رواية “النبطي”
آخر إبداعات الدكتور «يوسف زيدان» مش هـ تعمل مشاكل زي
“عزازيل” بس زي حواديت الراهب “هيبا” -بطل عزازيل- هـ تأخذ
القارئ إلى دنيا ثانية، مع شخصيات معقدة في حبكة ما حدش يقدر يعملها زي أستاذ
علامة زي “زيدان”.
من الحاجات الحلوة في الرواية أن “النبطي” -بطل
القصة- مش هو محور الأحداث. بطلة القصة الحقيقية هي “ماريا”
إللي بـ تحكي لنا عن نشأتها كبنت مصرية مسيحية في كفر من كفور الدلتا. حياة بسيطة
مملة بـ تدور حول أمها والكنيسة وشغل البيت. الحياة الرتيبة دي بـ تنقلب لما تتزوج
“ماريا” من “سلومة” تاجر من بلاد بعيدة وتروح تعيش معاه عند
أهله في أرض كنعان. مع قلم «زيدان» بـ نركب معاها قافلة التجار اللي بـ تكبر كل
يوم في مسيرتها عبر الدلتا وسيناء لحد ما توصل قرية “سلومة” في جنوب سوريا. وفي الرحلة
دي بـ تقابل “ماريا” أخو “سلومة”
اللي اسمه “النبطي” وبـ تنجذب لروحانيته وفلسفة
حياته المختلفة عن أي حاجه عرفتها قبل كده.
الأحداث بـ تدور في القرن السابع الميلادي وقت ظهور
الإسلام وبداية انتشاره في جزيرة العرب والشام. بـ نقرأ عن حروب وغزوات المسلمين
والنزاعات الدائرة بين الروم والفرس والناس اللي عايشة في وسط كل ده وحيرتهم في
الأديان وترحالهم من أراضيهم.
وبالرغم من روعة الرواية، فيه شوية نقاط بسيطة ممكن تضايق
القارئ. منها أن «زيدان» مش بـ يدي أي تفاصيل مباشرة عن المكان أو المناطق اللي بـ
تدور فيها أحداث القصة وبالتالي ممكن تحس أنك تايه وسط الرحلة. كمان فيه خيوط في
القصة كان ممكن يطلع منها أحداث أكثر؛ الكاتب فَضل أنه يركز على “ماريا”
بس -جائز علشان مساحة الكتاب- بس كان فيه مجال لإثراء الأحداث أكثر.
“النبطي”
رواية جميلة، مائلة أكثر للروحانية وبعيدة عن إثارة “عزازيل”
وجسدانية “ظل الأفعى”، وزي ما نجح «زيدان» في كل رواياته أنه يشد القارئ
لساعات من غير ملل، نجح أنه يعمل ده في “النبطي”
كمان.