-
روايات
-
Out now
-
عربي عربي
-
30 EGP
-
مكتبات وسط البلد ومع باعة الجرائد
Cairo 360
عمرك قرأت رواية بسيطة من غير تعقيدات ولا لف ولا دوران؟ رواية واضحة مباشرة ما تخليش قارئها يلف حول نفسه، ويتبهدل من شدة التعقيد، وفرد العضلات اللي بـ يمارسه كثير من الكتاب اللي عاوزين يبانوا جامدين أمام القارئ؟ رواية “حكاية سعيد المصري” واحدة من الروايات دي، اللي مافيهاش تعقيد كثير ولا سطورها مكتنزة وراء بعضها بصورة منفرة، ولا كلامها يعصلج مع المخ، رواية بسيطة.. وبس.
الرواية دي أول عمل أدبي يكتبه صاحبها، اللي أصلاً تخصصه في مجال إدارة الأعمال، لكن الثورة المصرية في 25 يناير 2011 غيرته زي ما غيرت ناس كثير جدًا، وخلته يشوف مصر والمصريين بشكل مختلف، يشوف قد إيه معظم الشباب المصري متشابه أوي في المشاعر والأزمات، اللي جسدها كلها في شخصية سعيد المصري، الشاب اللي نفسه يكون سعيد، وبـ يحاول يفهم ويحس يعني إيه مصري؟
حالة عامة من الاغتراب، وعدم الارتياح، بـ تعكسها شخصية سعيد المصري، اللي حاسس باغتراب، وحاسس أنه مصري بس مش فاهم برضه المفروض يعمل إيه، عاوز يحس بنفسه، بالتقدير، لكن الواقع أنه طوال الوقت عمال يمر بأزمات حادة كل يوم، جوه دولة مش بـ تحترم أهلها، وثقافة ضعيفة، بـ تستورد مكوناتها من أمريكا وأوربا، خلته زي كثير من الشباب اللي بـ يطلع وهو ثقافته نصفها غربي ونصفها شرقي مشوه مش عارف هو مين، وبـ يساهم في الأزمة دي أن الأب مصري لكن الأم أجنبية، ورغم أن العائلة متيسرة، لكن اليسر في مصر شبه العسر، مع النظام الفاسد، والحياة اللي مش بـ تحترم إنسانية البشر، طوال الوقت الأزمات فيها ما بـ تنتهيش وبـ تخلي سعيد المصري وكل اللي زيه لا هم سعداء ولا هم حاسين أنهم مصريين فعلاً، ومن هنا يبدأ السؤال الخالد عن الهوية: ” أنا مين؟”
سعيد اللي مش سعيد بـ يروح زي كثير من المصريين ميدان التحرير، وزيه زي مصريين كثير ما كانوش لاقيين نفسهم، اكتشف نفسه أول مرة وسط الجموع اللي في الميدان اللي كان طالع أحسن ما فيها، أحس لأول مرة بالدفء والأمان، والحب، وعرف لأول مرة يعني إيه شعب واقف مع بعضه، وناس عاوزة حاجة واحدة، صوتهم واحد وكلهم على قلب واحد، قلب طيب لا فيه كره ولا حقد، لكن في اللحظة دي بـ يختاره قناص ويموته برصاصة في رأسه، في نهاية تراجيدية بـ يموت البطل اللي عمره ما أحس أنه بطل، لكنه بـ يموت وهو أخيرًا سعيد ومصري.
الرواية صادرة عن الدار المصرية اللبنانية، عدد صفحاتها 260 صفحة من القطع المتوسط، المؤلف بدأ في كتابتها في مايو 2011، بعد الثورة بأربعة شهور، ما كانش عمره كتب أعمال أدبية قبل كده، لكن الثورة حفزته جدًا أنه يكتب، وحالة الإحباط اللي أصابت الناس بعد الثورة، خلت فكرة الكتابة حتمية، شريف أحس أنه عاوز يعبر عن كل المصريين اللي نزلوا الصورة وعاشوا حلم التغيير وجاء لهم إحباط ورعب بعد كده، ويجسدهم في شخصية “سعيد المصري”.